عن القاصر وزواجها في الإسلام!

من القاصر بنظر أدعياء حقوق المرأة والطفل والأنسان، هل التي لم تحض بعد ولم تبلغ، أم بنت التسع، أم السادسة عشرة، أم الثامنة عشرة، أم التي لم تنه تعليمها الثانوي، أو الجامعي، أو التي لم تعمل بعد، أم التي لم تخرج من بيت والديها وعن طاعتهما؟

جعلوا من بنات ونساء المسلمين شغلهم الشاغل، لكنهم لا يتحدثون عن الشذوذ ولا عن زنا المحارم في الغرب، حيث نسبة كبيرة من البنات يتعرضن لاعتداء أخ أو أب أو جار أو صديق أو زميل، وحيث تمارس الأم الزنا مع ابنها أو صديقها، والأب مع ابنته، والأخ مع أخته، والعياذ بالله، وما أكثر الإحصائيات التي تصدر عن مؤسسات الغرب البحثية.

اتركوا عنكم هذا التباكي الزائف على بنات ونساء المسلمين، فكل أهل بيت أعلم بشؤونهم، وما جاء الإسلام إلا بالخير والستر والعفاف، وانظروا لحجم العنوسة اليوم، وتأملوا تكاليف ومتطلبات الحياة، التي أصبح يعجز عنها حتى كثير من القادرين!

تريدون للبنات أن يصبحن نهبا للضياع وفريسة الذئاب والضباع؟

ألا تعلمن أن كثيرا من البنات يرغبن بالزواج مبكرا، وبعضهن تكتمل أجسادهن وأنوثتها مبكرا؟

العيب ليس في الدين وما شرعه الله لعباده حاشاه بل كل العيب والخطأ في حكم الإنسان ونظره القاصر، فإن العقول البشرية بضعفها وصورها لا تستطيع الإحاطة بكل مقاصد الشرع الحنيف.

في الإسلام لا تزوج البكر حتى تبلغ، ويستأذنها ولي أمرها لئلا يوقعها في أسر الزوج وهي كارهة.

شخصيا لا أقبل الزواج بفتاة صغيرة ولكنني لا أحارب الدين وما شرعه الله لأنني لا آخذ بهذه الرخصة!

يقول ﷺ: إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ ، وَفَسَادٌ عَرِيضٌ.

فصاحب التقوى يخاف الله فلا يظلم مهما حدث لأنه يمتثل قول الله سبحانه: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا}.

وقوله تعالى: {الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ ۖ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ۗ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَن يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ ۖ }

وهو كذلك يمتثل قول النبي ﷺ: ‏‏لَا يَفْرِك مؤمنٌ مُؤِمْنِةً، إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلقاً رضي منها آخر.

جاء رجل إلى الحسن البصري فسأله قائلا: قد خطب ابنتي جماعة فمن أزوَّجها؟ قال: ممَّن يتقي الله، فإن أحبها أكرمها، وإن أبغضها لم ‏يظلمها.

يقول نبينا ﷺ: تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، وجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك.

يقول رب العزة في محكم كتابه الكربم: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}.

انتبهوا هنا الوعيد من رب العزة والعقوبة عذاب أليم في الدنيا قبل الآخرة، فهل لكم قبل بعذاب الله؟

شارك عبر

كاتب وباحث سياسي سوري, منافح عن عقيدته غيور على أمته فخور بعروبته, من أوائل الذين إنخرطوا في العمل الثوري ضد نظام الأسد, شاركت في تأسيس العديد من الهيئات والإتحادات الثورية السورية, كتبت للعديد من المواقع والصحف السورية والعربية, كما انني شاركت بعشرات المداخلات التلفزيونية والإذاعية على الجزيرة وغيرها من المحطات التلفزيونية والإذاعية.

جميع الحقوق محفوظة © 2023 شبكة بصرى الشام الإعلامية
0
أضف تعليقx
()
x