عام الرمادة، من هو عبد الرحمن بن عوف؟

عن عام الرمادة وعبد الرحمن بن عوف!

مر عام الرمادة في عهد الخليفة الفاروق عمر رضي الله عنه وأرضاه، قاسيا جاع فيه الناس.

وصلت قافلة لعبد الرحمن بن عوف ـ رضي الله عنه ـ من الشام وكان قوامها سبعمائة بعير، محملة بالسمن والبر والزيت والزبيب والخل والكساء، وغيرها من البضائع، ففاوضه التجار على شرائها وكانوا يدفعون فيها الضعفين والثلاثة وعبد الرحمن بن عوف لا يبيع!

وكان كلما رفعوا السعر يقول لهم هناك من يدفع أكثر لعلمه بأن الحسنة بعشرة أمثالها.

لم يبع بضاعة القافلة للناس بل دفع بها إلى الخليفة عمر رضي الله عنه، فانزلت الأحمال ووزعت وبقيت الإبل، فيقول عبد الرحمن لعمر: مالي وهذه الإبل؟ اجعلها في إبل الصدقة، فما بات ليلتها في المدينة جائع!

إنه تاجر الرحمن، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، من السابقين، وأحد أول ثمانية يدخلون الإسلام، رافض الخلافة مرتين، المستشار ذو الرأي الرشيد، وأحد الستة أصحاب الشورى، الغني الشاكر، والتاجر الكريم، العابد الزاهد، العفيف الشجاع، صهر الملوك، وصاحب الهجرتين (الحبشة والمدينة)، واصل الرحم، صاحب النبي ﷺ والثابت معه في بدر وأحد والخندق وفتح مكة وبيعة الرضوان، وشاهد كل غزوات النبي ﷺ، ومجهز الجيوش الذي صلى النبي خلفه في تبوك، ومات وهو راض عنه، ودعا له بالبركة وسلسبيل الجنة، وبشر بحنوه على أمهات المؤمنين من بعده، إنه؛ عبد الرحمن بن عوف.

ثم يأتي من يردد حديثا منكرا موضوعا يقول: يدخل الجنة حبوا، حسابا على ماله، وهو الذي أنفقه على الفقراء والمساكين، وأهل بدر وأمهات المؤمنين، وتجهيز الفاتحين، واعتاق العبيد، رضي الله عنه وأرضاه.

شارك عبر

كاتب وباحث سياسي سوري, منافح عن عقيدته غيور على أمته فخور بعروبته, من أوائل الذين إنخرطوا في العمل الثوري ضد نظام الأسد, شاركت في تأسيس العديد من الهيئات والإتحادات الثورية السورية, كتبت للعديد من المواقع والصحف السورية والعربية, كما انني شاركت بعشرات المداخلات التلفزيونية والإذاعية على الجزيرة وغيرها من المحطات التلفزيونية والإذاعية.

جميع الحقوق محفوظة © 2023 شبكة بصرى الشام الإعلامية
0
أضف تعليقx
()
x