الفرص الثمينة يقتنصها الأذكياء!
علمنا القرآن الكريم أن نطلب الغالي والثمين، وأن الدعاء عبادة، بل هو مخها، وعلمنا أن نلح في الدعاء فإن الله يحب العبد اللحوح.
انظر لقوله تعالى: ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما.
لم يقل اجعلنا من المتقين، بل إماما نأتم بمن سبقنا من الصالحين، ويأتم بنا من لحقنا.
وعلمنا نبينا ﷺ: أن نسأل الله سبحانه الفردوس الأعلى من الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب.
في حياتنا مناسبات وفرص يقتنصها الأذكياء، ولا يغفل عنها إلا جاهل محروم، فرمضان فرصة، والعشر الأواخر فرصة، وليلة القدر فرصة، والقيام فرصة، والسجود فرصة.
في وقت القيام تفتح أبواب السماء في الثلث الآخر من الليل ويتنزل الله جل في علاه فيقول: هل من داع فأستجيب له، هل من سائل فأعطيه، هل من مستغفر فأغفر له، هل من تائب فأتوب عليه، هل من مكروب فأكشف كربه؟
تخيل أنك تسأل الله سبحانه أن يعتق رقبتك، أن يعفو عنك، أن يكشف كربك، أن ينصرك على من ظلمك.
بل تخيل أن تسأل الله أن يرزقك الفردوس الأعلى بغير حساب، أو أن يجعلك مستجاب الدعاء، فيستجيب الله لك؟!
جلس النبي ﷺ يوما مع أصحابه فقال: يدخل الجنة سبعون ألفا من أمتي بغير حساب، فيصرخ صحابي بسيط، إسمه عكاشة قائلا: يا رسول الله أدعو الله لي أن أكون منهم، فيقول النبي ﷺ: أنت منهم، ثم ينهض صحابي آخر فيطلب نفس الطلب فيجيبه ﷺ سبقك إليها عكاشة.
هي فرصة اقتنصها ذكي!
لا تغفل عن هذه الأدعية الثمينة في العشر الأواخر من رمضان واجعل للمسلمين نصيب من دعائك:
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا.
ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
اللهم إنا نسألك الفردوس الأعلى من الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب.
كاتب وباحث سياسي سوري, منافح عن عقيدته غيور على أمته فخور بعروبته, من أوائل الذين إنخرطوا في العمل الثوري ضد نظام الأسد, شاركت في تأسيس العديد من الهيئات والإتحادات الثورية السورية, كتبت للعديد من المواقع والصحف السورية والعربية, كما انني شاركت بعشرات المداخلات التلفزيونية والإذاعية على الجزيرة وغيرها من المحطات التلفزيونية والإذاعية.