دكتور أكرم حجازي؛ “النظام الدولي وحرب الردة”.
لماذا هي حرب ردة؟
لأن النظام الدولي وفق صيغته الرقمية، التي لا تعترف بالهوامش ولا بالفوارق ولا بالفواصل ولا بالخصوصيات ولا ....، لم يعد يستهدفنا شعوبا أو دولا أو أحزابا أو مجتمعات أو جماعات أو قبائل أو عشائر أو عائلات أو أسر أو تيارات أو هذا وذاك فحسب. بل عقيدة وأفرادا. فكل مسلم في الأرض بات هدفا للقتل أو الردة. ولا ريب أننا في مواجهة معادلة رقمية بامتياز، ليس أمامنا فيها إلا الاختيار بين الكفر أو الإيمان.
ولأنها، باختصار، حرب تطبع مع كل ملل أهل الكتاب، معطوفا عليهم ملل الرافضة والهندوس والبوذيين وفرق الصوفية والبهائية والإسماعيلية والقاديانية ... ، وكل الأيديولوجيات اللبرالية والعلمانية والشيوعية، وكل المعادون للإسلام والمسلمين من شتى المنابت والمشارب والأهواء، ومعهم كل دعاة الإباحية والشذوذ والنسويات.
ولعل أعجب ما في هذه الحرب الطاحنة أن المشرفين عليها يدافعون عن عقائدهم بأقصى قوة، بما يحفظ لهم ولاءاتهم وانتماءاتهم وهويتهم وتاريخهم وحضاراتهم وهيمنتهم، بينما يسعون لتجريد الأمة المسلمة، أفرادا وجماعات، من أي انتماء لعقيدة أو هوية حتى على مستوى الفرد!
ولأنها حرب ستعيدنا إلى ما هو أسوأ وأحط من العصر الجاهلي، قبل الإسلام، حيث لا ندري من نكون؟ ولا هدف لنا من الحياة، ولا غاية نرتجيها، ولا منطق يحكمنا ولو بشرائع الغاب، ولسنا ندري من سنكون آنذاك: قبائل أم طوائف؟ شعوب أم أمم؟ عربا أم أعاجم؟ هندوسيا أم بوذيين؟ نصارى أم يهود؟ مسلمين أم روافض؟ شتات سكاني فائض عن الحاجة أم عبيدا لهذا وذاك؟
:السؤال
لماذا كل هذه الحرب بحق المسلمين دون غيرهم من سكان الأرض؟
ومن هم هؤلاء الذين يستهدفوننا بالردة؟ وما هي أهدافهم وأدواتهم ومداخل حربهم؟
أولا: المنفذون
• نظم سيداو (اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة)، ومؤسسات الإبراهيمية الجديدة التي استحدثتها الإمارات مثل «مركز طيبة» و «مؤمنون بلا حدود» و «مركز الاستشراف للدراسات والأبحاث» الذي أقر مناهج تعليمية تمس الرسول ﷺ وزوجه خديجة شمالي سوريا وكذا مؤسسات التنصير …
• كل رموز ومؤسسات النظام الدولي من الأمم المتحدة والبنك الدولي وهيئات الإغاثة والشركات والنوادي والجمعيات ومراكز الأبحاث والإعلام والتدريب … والتي ترعاها ميدانيا وتشرف عليها وتوجهها السفارات وأجهزة المخابرات العالمية.
• بقايا ولمم الغارقين في وحل الأيديولوجيا من اليسار والقوميين، بمختلف تلاوينهم، وسائر الأيدولوجيات العلمانية واللبرالية والوطنية.
• كل المائعين والمستنسخين المحسوبين أو المنتمين لما يسمى بقوى الإسلام التوافقي أو المعتدل أو المستنير وأشباههم فضلا عن اليسار الإسلامي.
• الرافضة والفرق الباطنية والأقليات وبعض رموز الصوفية وتيارات المداخلة والجامية.
• وسائل إعلام رسمية وغير رسمية من فضائيات وإذاعات ومواقع وصحف رقمية.
• وسائل التواصل الاجتماعي
• أكاديميين وباحثين وأساتذة جامعات ومفتين ومشايخ سلاطين وشياطين
• كل السقط والمرتزقة والمأجورين والخونة وكثير من المحسوبين على الناشطين السياسيين والإعلاميين.
• فنانون وأدباء وكتاب
• رموز النسويات والشذوذ عبر تسليطهم وقيمهم ومنتجاتهم على الأمة، إلى جانب العائلات والأقليات والعسكر.
ثانيا: المستهدفون
• القرآن الكريم
حيث وصل استهدافهم إلى حد التشكيك بصحة القرآن الكريم أو الزعم بوجود أخطاء فيه ينبغي تصحيحها. بل ذهبوا أبعد من ذلك بطباعة نسخة من القرآن الكريم مترجمة للغة العبرية تحتوي مئات الأخطاء وحتى التحريفات المتعمدة. وأشاعوا من التفاسير ما يجزم بأن الذبيح هو سيدنا إسحق وليس إسماعيل عليهما السلام، خلافا لكل إجماع علماء الأمة ماضيا وحاضرا، وأكثر من ذلك كان حضور الإسرائيليات واضحة في الترجمة.
هذا فضلا عن إغلاق الكتاتيب ودور تحفيظ القرآن أو قصفها كما يجري في اليمن أو إغلاق فضائيات قرآنية، أو الدوس على الآيات القرآنية، بل وإحراق القرآن ورميه في مكبات النفايات.
• الرسول ﷺ
فقد طعنوا بالرسول الأعظم ﷺ واعتبروه حاقدا على اليهود وظالما لهم، بل طالبوا بعودة اليهود إلى الجزيرة ومنحهم كافة الحقوق. وفي الترجمة العبرية للقرآن تجاهلوا ذكر اسم سيدنا محمد ﷺ من جدول الأنبياء! كما جسدوه قي مناهج التعليم برسوم كاريكاتورية ذات ثقافة غربية في الملبس والسلوك، كما لو أن ظاهرة رسوم اليولاند بوسطن الدانماركية وشارلي إبيدو الفرنسية تتكرر بأياد وقرارات من محسوبين على الأمة. والأدهى والأمر أن أحد الملاحدة على فضائية مصرية تساءل ساخرا: هل كان في التاريخ فعلا رجل اسمه محمد!!؟
• السنة النبوية برمتها
فلا مصداقية عندهم لأي راو للحديث، وتبعا لذلك نسفوا كل السيرة النبوية. فهي بالنسبة لهم، بل الإسلام برمته، ليس سوى أساطير لا تصح جملة ولا تفصيلا. ولا يستقيم فيه صحة كما تستقيم في أهوائهم صحة أساطير الفلسفات الإغريقية والفارسية والهندوسية والبوذية والأوروبية، فضلا عن عقائد اليهود والنصارى في أعتى صيغهما التحريفية.
• العقائد والعبادات
في المقابل فقد قدم هؤلاء المحادون لله ولرسوله وللمؤمنين دينا جديدا باسم الإبراهيمية الجديدة أو عبر الدعوة إلى تجديد الخطاب الديني. فبالنسبة لهؤلاء فالكل مؤمنون ومتسامحون. ولا فرق بين مسلم وهندوسي وبوذي ونصراني وسيخي ورافضي ويهودي. بل أنهم تسامحوا حتى مع الملحدين وترحموا عليهم، أملا في أن يدخلهم الله الجنة، واشتطوا غصبا على عاقبة أبي جهل وفرعون وهامان وسائر رموز الكفر. بل أنهم حاربوا العبادات وسخروا من الصوم والصلاة وشنوا حملة فاجرة على أضاحي العيد معتبرينها جرائم إبادة إنسانية موسمية من المسلمين بحق الحيوان.
• الحواضر والمقدسات الإسلامية (المرابط الدولية الثلاثة)
- الجزيرة العربية (مهبط الوحي) فقد أدخلوا اليهود إلى الجزيرة وطالبوا بعودتهم إليها، بل أدخلوا اليهود إلى قلب الحرم المكي، وافتتحوا لهم المكاتب والمؤسسات واستضافوهم ورحبوا بهم ومنحوهم كل الامتيازات، وبنوا لهم في مواضع عدة من الجزيرة (السعودية والإمارات وقطر والبحرين) الكنائس والكنس اليهودية والمعابد الهندوسية والبوذية وحتى الأصنام والتماثيل.
- بيت المقدس لم يعترفوا بالدولة اليهودية فيها، ولم يقيموا التطبيع السري والعلني معها فحسب، ولم يعقدوا معها التحالفات الأمنية والعسكرية والسياسية والتجسسية، ولم يستعينوا بها على محاربة الإسلام والمسلمين حيثما كانوا، بل تخلوا عن العقيدة الإسلامية فيما يخص القدس ابتداء من سورة الإسراء وانتهاء بالتجرؤ على المطالبة بهدم المسجد الأقصى لبناء الهيكل على أنقاضه. وفي المقابل، تبنوا، جملة وتفصيلا، كل الأطروحة العقدية التوراتية والتلمودية وبروتوكولات حكماء صهيون، واعتبروها أرض إسرائيل التاريخية بما فيها المسجد الأقصى، وزاروه وتجولوا فيه باعتباره الهيكل المزعوم.
- الشام فرطوا بها وتآمروا عليها، واستدعوا الروس إليها، وهجروا سكانها السنة منها، وصمتوا على استبدالهم بالروافض من كل حدب وصوب في الأرض، بل أنهم صمتوا على توطين المرتزقة الروس والأوكرانيين فيها، وشرعوا بتطبيع العلاقات مع النظام النصيري، وإعادة تأهيله، وتوطين الإبراهيمية الجديدة فيه عبر التنصير والتخريب في مناهج التعليم المدرة للدين ولكل تاريخ الشام وحمولتها العقدية الهائلة، فضلا عن إحياء ثقافة وأديان كافة الفرق والأقليات.
• الأطفال والمراهقين ومناهج التعليم
منذ سنة 2010 غدت مناهج التعليم الأساسي تحت الإشراف الأمريكي المباشر. ولا يمكن لمنهج تعليمي أن يصدر في أية دولة عربية ما لم توافق عليه الولايات المتحدة الأمريكية.
وتبعا لذلك صار متاحا، بل مفروضا، تدريس كل الموبقات، وتعميم قيم الشذوذ الجنسي والإباحية، بشكل مباشر أو غير مباشر، عبر مناهج التعليم في المراحل الأساسية المبكرة، وكذا التغافل حتى عن الهوية الإسلامية، وتجفيف المواد الدينية من الآيات والأحاديث، بل والدفع بالتحريف والمتناقضات مع الأحكام الشرعية، والتي طالت كل الدول حتى مناطق الصراعات كاليمن وغزة وشمال سوريا، وتجاهل كل التاريخ والرموز والإرث الإسلامي، فضلا عن التجهيل المتعمد للأجيال الناشئة، والتطبيع مع الجامعات اليهودية، وتنظيم المؤتمرات والندوات والورش ذات الطابع الأكاديمي شكلا، بل ومحاولات استقطاب الطلبة بالمنح الدراسية كما حصل في الجامعة الأردنية. وفرض عقوبات على المعترضين، وحتى التهديد بسجنهم.
• المرأة
عبر اتفاقية سيداو ومفاهيم الجندر والنوع الاجتماعي، التي لا تفرق إطلاقا بين الذكر والأنثى، شرعوا باختراق قلب المنظومة التربوية في المجتمع عبر تفكيك الأسرة، وإشاعة الاختلاط عبر المهرجانات، وإقرار المساواة بين الرجل والأنثى بعيدا عن خلق الله، أو الأحكام الإسلامية الشرعية، سواء في المعاملات أو العبادات أو العلاقات أو الزواج، والقلب المتعمد للثوابت الشرعية بحيث تبدو القوامة فعليا من حق المرأة وليس الرجل.
• التاريخ والفتوحات والرموز الإسلامية
كل التاريخ الإسلامي بالنسبة لهؤلاء مزور. وكذلك كل الصحابة ورموز التاريخ الإسلامي موضع طعن وتشكيك عندهم، بل أنهم تبنوا الأطروحة الرافضية التي تعتبر كل الفتوحات الإسلامية هي غزو واحتلال وعدوان على شعوب مسالمة، جرى تغيير عقائدها ودياناتها بالقوة، وتحت تهديد السلاح والقتل. وبحسب أطروحاتهم فالمسلمون هم المذنبون الوحيدون في الأرض الذين يستحقون العقاب، وما دونهم أبرياء لهم حق النصرة ورد الاعتبار.
• المساجد الكبرى والجامعات الإسلامية
فقد دمروا الكثير من المساجد الكبرى والتاريخية على امتداد الكرة الأرضية، وحيثما تواجد المسلمون. وصدروا فتاوى ضد استعادة الصلاة والعبادات في بعض المساجد كمسجد أيا صوفيا في تركيا، بل حرموا الصلاة فيه، ويحاولون تخريب ما تبقى من المساجد والجامعات الإسلامية عبر توظيف الزنادقة وحتى الكفرة الفجرة فيها، وأولئك الذين يتبنون ما أطلقوا عليه الإبراهيمية الجديدة.
• حملات الإبادة المنظمة
ما من أمة على وجه الأرض يجري إبادتها وردها عن دينها كما يجري للمسلمين. ولا ريب أن المسلمين يتعرضون لإبادة بشعة لا تقل عن بشاعة محاكم التفتيش. وأبرز الأمثلة على ذلك ما يجري في الصين بحق شعب الإيغور، سكان تركستان الشرقية، التي استولت عليها الصين سنة 1947، وكذلك المسلمون الروهينجا في ميانمار، ومسلمو الهند وإقليم كشمير، ومسلمو أفريقيا الوسطى، فضلا عن مسلمي العراق وسوريا واليمن والأحواز، حتى أنه لم يبق شعب أو أقلية مسلمة لم تتعرض للاختراق أو الإبادة أو الردة في الأرض.
ثالثا: مداخل الردة وأدواتها
كورونا والمساجد والصلاة
المهرجانات الغنائية والمناسبات الكروية
الزيارات العائلية والزج بالأطفال المسلمين في التطبيع مع اليهود
تبادل الوفود
برامج الردة على بعض الفضائيات
الترخيص للمتاجر الجنسية والشذوذ
شبكات البث الرقمي وما تنتجه من إلحاد وشذوذ مثل نتفليكس التي لم يسلم من شذوذها السيد المسيح وأمه عليهما السلام كما في شريط “الإغواء الأول للمسيح”
توظيف الشخصيات الرمزية في الشذوذ بحيث يبدو للأطفال والمراهقين فضيلة وبطولة لا تقل عن بطولة سوبرمان.
الكنيسة نفسها عبر تصريحات البابا حين قال بأن “المثليين هم أبناء الرب، ويحق لهم أن يكونوا أسرة”.
التهديد بسلطان القضاء والقوانين المتهافتة لفرض قيم الشذوذ بقوة القوانين والمعاهدات، كما فرضوا القوانين الوضعية وقيمها.
الفتاوى المغرضة والشاذة بحجم الشذوذ الجنسي
اغتيال العلماء والدعاة وانتكاس آخرين
الفرق والتيارات الإسلامية والباطنية
العقوبات بالسجن والإقصاء من العمل
رابعا: خلفيات وأسباب حربهم على الإسلام والمسلمين
بالنسبة للأدوات المنفذة، فهي تتراوح بين أوهام الأيديولوجيا المحضة التي استوطنت في عقول البعض لأسباب كثيرة، بقايا اليسار والقوميين وسائر الأيدولوجيات العلمانية واللبرالية والوطنية، أو أولئك المنتفعين من السقط والخونة والمرتزقة والمأجورين والمتملقين والمنافقين، أو تلك الشرائح المحسوبة على ما يسمى بـ «الإسلام الوسطي» الذين لا هم لهم إلا رضى النظام الدولي عنهم، وتمكينهم من السلطة ولو بالمشاركة من بعيد أو قريب، وهم الذين دفعوا من جيب العقيدة والدين والسنة، وجرؤوا كل النظام الدولي وسقط الأمة على الإسلام والمسلمين، أملا في تحقيق أهدافهم.
أما الأعداء الذين ينسبون أنفسهم للإسلام والمسلمين فهم أولئك الذين لم يشاركوا في فتح إسلامي طوال تاريخهم بقدر ما شاركوا في خيانة الأمة والدين وتواطؤوا مع القوى الغازية أو شاركوا بها أو نفذوا مشاريعهم التاريخية الدموية ممن تحينوا على الدوام كل فرصة للثأر من الإسلام والمسلمين كالرافضة المجوس، الذين ابتدعوا دينا مختلطا يجمع بين الإسلام وكل الأديان والعقائد الساسانية فضلا عن النصرانية واليهودية والبوذية والهندوسية. وإشاعة الشذوذ الجنسي على طريقة زواج المتعة وقيم المشاع الجنسي لدى المزدكية.
أما النظام الدولي فقد باتت مشكلته عويصة مع الإسلام لسببين رئيسيين مباشرين هما:
أولا: التيارات الجهادية التي ولدت من رحم الحرب الأفغانية، وغيرت مجرى الصراع من مقاومة الاستعمار الوطني إلى مقاومة قوى الهيمنة الدولية، والأهم من كل هذا على الإطلاق أنها قدمت أطروحة عقدية لخوض الصراع بعيدا عن أية أيديولوجيا.
ثانيا: الاحتجاجات الشعبية العربية التي ولدت على أنقاض فشل القوى التقليدية. حتى بدا الأمر كما لو أن النظام الدولي على وشك الزوال بكل ما يترتب على ذلك من سقوط له وللهيمنة وفي المقابل صعود إسلامي.
هكذا بدا العالم الإسلامي، لا سيما قلبه العربي الحاضن للحواضر الإسلامية العقدية الكبرى، يشكل أرقا كما لو أنه بات يستعصي على الهيمنة الدولية، بل ويهدد بتفكيكها، خاصة بعد أن تجاوز كل المسافة الفاصلة بين القتال- والردة، والتي تشتمل على ما لا يحصى أو يعد من أدوات الهيمنة ووسائلها وتقنياتها، وتحول من حالة السكون أو الدفاع إلى حالة الاحتجاج والتمرد. فلم يكن رد النظام الدولي وأدواته من قوى الجبر محاولة الاحتواء ثانية، لكن عبر القتل والتدمير والتشريد والاستبدال السكاني الطائفي، ثم جاءت المحاولة الثانية عبر الثورات المضادة.
ولأن كل هذه المحاولات لم تنفع فقد لجأ النظام الدولي، وبلا أي تواري، إلى حرق المراحل باستعمال #حرب_الردة التي تجري وقائعها الضارية في كافة أنحاء الأرض وخاصة في قلب العالم العربي، بل وفي قلب الحواضر الإسلامية الكبرى.
أخيرا
لكن الملفت للانتباه أنه في الوقت الذي يستهلك النظام الدولي آخر أوراقه في استمرار الهيمنة، متجها نحو تعميم الثقافة السيدومية ومنتجاتها الشاذة، وكل انحطاط أخلاقي وقيمي وعقدي، فإن العالم الإسلامي يستعمل الاحتجاج ذو الطابع السلمي باعتباره أول الأوراق في التخلص منها.
لذلك يقول الله عز وجل: ﴿ولا يزالون يقانلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا﴾. فإذا كان القتال هو أول أوراق الحرب والعداء فإن حرب الردة هي آخر الأوراق.