شام وتركيا والإمارات وسيدة البراميل!
عندما شاهدت حديث شام مع فريق الخوذ البيضاء، وغنائها الثوري للشام شدتني، لكنها لاحقا أسرتني بحديثها مع الإعلامي جميل الحسن، حتى أن البعض كتب: هذه طفلة من زمن الصحابة؟
تعاطف الكل معها وحاول مساعدتها، دبر سفرها إلى تركيا التي أهملتها، ولم تستطع بيروقراطية أجهزتها الاستفادة من الحادثة، فلديهم حساسية تجاه كل ما هو سوري بحكم التركيبة السياسية والسكانية واقتراب موعد الانتخابات.
فجأة وبقدرة قادر، نقلت شام إلى الإمارات، وبترت ساقيها، ليخرج والدها بتسجيل صوتي يلوم فيه من ساعد باخراجها لتركيا، رغم أنه كان يستطيع أن يرفض إخراجها.
لاحقا ظهرت شام في محادثة فيديو مع سيدة البراميل، ومجددا أذهلتني فصاحة شام وقدرتها على تغيير جلدها وكيل المديح لمن هجرها.
الأب لم يفوت الفرصة، فظهر وأنكر علمه بالمحادثة مع أسماء، ثم شتم كل من ساعده وحملهم مسؤولية بتر ساقي شام، وكأنه بهذا يبرر محادثة شام مع أسماء.
هذا مثال مصغر عن ازدواجية المعايير، واختلال الموازين، وبيع الضمير، وعدم الثبات على المبدأ.
محادثة أسماء مع شام لن تغير من الحقيقة والواقع شيئا أقله داخليا، لكنها خدمت دعاية العصابة إقليميا ودوليا، وقدمت شماعة لكل داعمي المجرم، رغم كل ما ارتكبه من جرائم إبادة وتطهير عرقي.
لهذا لا تلوموا سيدة البراميل ولا فصائل العار، فنحن مجتمع غرق في الفساد من رأسه حتى أخمص قدميه!
كاتب وباحث سياسي سوري, منافح عن عقيدته غيور على أمته فخور بعروبته, من أوائل الذين إنخرطوا في العمل الثوري ضد نظام الأسد, شاركت في تأسيس العديد من الهيئات والإتحادات الثورية السورية, كتبت للعديد من المواقع والصحف السورية والعربية, كما انني شاركت بعشرات المداخلات التلفزيونية والإذاعية على الجزيرة وغيرها من المحطات التلفزيونية والإذاعية.