قصة مدينة جاسم، (يوم الغدر)، إنصافا وللتاريخ، بلا كذب أو تحريف!

مدينة جاسم، يوم الغدر!

كان الجميع على علم بوجود مجاهدين رافضين للتسويات، يعملون بسرية ويثخنون في العصابة، لكن لا أحد يعلم من هم إلا الله.

بحثوا عنهم تظاهروا لهم بالود والمحبة والنصرة، فعرفوهم ووعدو بمساعدتهم سرا.

فرح المجاهدون ولم يطلبوا إلا طلبا واحدا: من لا يريد الجهاد فليقف على الحياد وأن لا يغدر بهم.

استمر العمل فأوجعوا العصابة، فجاءت وحاصرت وهددت بالقصف أو إخراج الغرباء.

اجتمع المجاهدون مع توفيق الحجي (قيادي) ووائل لغبيتي (قيادي) وعبد الله الحلقي أبو عاصم (قيادي) لبحث الأمر، فكان رد القادة قولا واحدا بأنهم سيقاتلون النظام!

وثق المجاهدون بهم وأروهم من أنفسهم ما يحب كل مؤمن وصادق وصاحب نخوة، أن يرى من أهل الجهاد.

لكنهم لم يعلموا أن هؤلاء قد راقبوهم لخمسة أشهر، وأن هناك مفاوضات سرية تجري على قدم وساق بين العصابة وقادة الفصائل الذين تظاهروا بالنصرة لكشف بيوت وأماكن المجاهدين.

في نفس الوقت كان وائل الغبيتي ينفذ عمليات اغتيال في المدينة لشق وحدة صف الناس والتفافهم حول المجاهدين، واتهامهم بها وتبرير اقتحام المدينة لاحقا.

تم الاتفاق بين العصابة وقادة الصحوات على تشكيل مجموعات يساندها الأمن العسكري عن طريق قوة من لواء احمد العودة الثامن، بينما اقتصر دور قوات العصابة على الحصار وتقديم الدعم و الإسناد والقصف بالدبابات من حاجز نمر، ويمنع خروج أحد من المدينة لحين انتهاء الصحوات من تصفية المجاهدين.

إعلاميا تولت بعض الصفحات المخابراتية المحسوبة على الثورة إضافة لبعض القنوات الترويج لرواية أن النظام يساند الإرهابيين، لكن الناس كشفت زيف روايتهم.

دخلت مجموعات الصحوات فغدرت بالمجاهدين وهدمت الدور على رؤوس من فيها، فكانت الحصيلة قتل 15 مجاهدا رفضوا الإستلام وتصديق وعود الخونة، وكانوا من خيرة المجاهدين، ومن نكل بالعصابة!

كان عشرات العناصر يحاصرون كل بيت ويقصفونه بالمضادات والآر بي جي ولا يقتحمون إلا بعد مقتل المجاهد أو نفاذ ذخيرته أو هدم بيته على رأسه.

عندما جرى الاقتحام، كانوا يأتون لعنوان الشخص ويحاصرونه غدرا وكانوا يعطونه الأمان له ولعائلته حتى لو كان إرهابيا، بشرط الخروج من المدينة والمغادرة بلا ضرر أو ضرار، وهكذا جمعوا حوالي 20 مجاهدا، لكن وكعادتهم غدروا بهم وجرى نقلهم لمدرسة الحي الجنوبي جهة طريق نوى التي يتحصن فيها عناصر الفصائل المهاجمة، وتم إعدامهم جميعا.

في يوم الغدر، ذهب اثنان من المجاهدين: أيهم فيصل الحلقي أبو عبد الرحمن (من جاسم)، وايوب جباوي (من برقة) كان متواجد في جاسم، للاجتماع بقادة الفصائل وتذكيرهم بما اتفق عليه معهم، فتمت تصفيتهم قبل أن يصلوا، عدا عن الذين قتلوا لمجرد الشك بأنهم مناصرون.

كان المجاهدون يفلتون من حصار الفصائل وينحازون إلى جهة نمر وديفون، فيتولى النظام استهدافهم بقذائف الهاون القاتلة، فمن لم يقتل برصاص الصحوات قتل بقذائف العصابة.

تولى ما يسمى وجهاء جاسم تقديم المال والطعام للفصائل المهاجمة.

توفيق الحجي منع أهل أيهم الحلقي من دفنه في مقبرة جاسم، بينما جرى نهب كافة البيوت التي هاجمتها الصحوات بحجة وجود إرهابيين.

أما فيما يخص اعترافات الصلخدي، فقد كان منشقا عن العصابة وتلقى وعدا بعدم المساس به إذا اعترف أنه متعاون مع النظام عن طريق ابن عمه نضال، لكن وكعادتهم غدروا به وقتلوه بعد التسجيل.

أي غدر بعد هذا، وعن أي ثورة وإسقاط نظام يتحدثون، وهم نطف خرجت من صلب العصابة؟

شارك عبر

مجموعة من المحررين من جانب إدارة محتوى بصرى الشام.

جميع الحقوق محفوظة © 2023 شبكة بصرى الشام الإعلامية
3
0
أضف تعليقx
()
x