فرسان الفيسبوك وأميراته!

شعار موقع بصرى الشام

هذا مقال لن يعجب كثيرين ولن يحصل على كبير تفاعل، لأنه موجه لأصحاب العقول، وليس للباحثين عن التفاهة واللهو!

أعلم أن كثيرا من كتاباتي لا تعجب الجمهور، وأنها مؤلمة أحيانا، فالناس بزعم بعضهم (تعبت وملت) وتريد الترويح عن نفسها.

مسايرة المزاج العام على حساب الدين والقيم والأخلاق طامة كبرى، ولهذا لا بد ممن يكتب ويبين وينصح.

مؤلم أن تعيش أمتنا وشعوبنا، وخاصة الشام، كل ما مر ويمر عليها من مآس وبلاء وابتلاء، ثم نجد شيبا وشبابا لاهون ضائعون يمارسون كل هذا الاسفاف والتفاهات.

تائهون ضائعون يلاحقون هذه وتلك، بعضهم لاجئ عاطل يقبض إعانة من دولة اللجوء، وآخر بشمهندس، وثالث دكتور، وغيرهم كثير معظمهم من فراخ التيارات المعتدلة، وبعضهم شيخ بمرتبة جرو ضراط هائم، فيلاحقون الحسابات النسائية بكل صفاقة وابتذال.

بعضهم فاقد حب وحنان، وآخر دونجوان تافه، وجد في الفيس ضالته، وآخر كلب مزابل يعيش على القذارة.

لا تكاد تكتب احداهن منشورا تافها إلا وقد تهافتوا عليها جميعا من كل حدب وصوب، يستعرضون عضلاتهم، ويكيلون عبارات الغزل والمديح، التي قد لا تسمعها منهم نساؤهم، وتراهم يبحثون عن (طق الحنك) ويتفاعلون على منشورات قد تكون نسائية، فلا يتركون للنساء مجالا للتفاعل لخجلهن منهم، فبعضهم يسفف في التعليقات الماجنة قليلة الذوق والحياء.

نفس السيدة قد تكتب منشورا جادا في أي مجال، لكنهم لن يكلفوا أنفسهم عناء التفاعل معه، فهدفهم معلوم، وإن اختلفت طرقهم ومهاراتهم في الوصول إليه.

بعضهم يترصد ويلاحق ويفرض وجوده، حتى وإن تحاشته ولم تتفاعل عنده، وكثير من هؤلاء متعلمون، يحملون شهادات جامعية: (دكتور، مهندس، صاحب دكان اغاثة، مركز بحث، إعلامي).

عندما اكتب عن ظواهر إجتماعية سلبية فأنا لا أتحدث من فراغ، فلقد والله عايشت وخبرت كل هذا وأكثر، ومر علي من أساليب التحرش، والابتزاز، والملاحقات، والدياثة، ما يعجز اللسان عن وصفه، وتؤلف فيه كتب.

ثم وبعد كل هذا يأتي أحدهم فيقول لك أسلمة الثورة، وداعس والقاعدة، خربت ثورتنا؟!

لا يا صديقي أنت من عقله خربان (إن وجد عقل أساسا)، وأنت من يشجع النساء على الفساد الإنحراف، وأنت من هو ضائع تائه، لم يدرك بعد أن هناك حروب وجود عقدية تشن علينا.

أنت من هو تائه بين المزابل والمراحيض، وأنت من يجب أن يستيقظ من غفلته، ويحترم نفسه على أقل تقدير.

قد يخطئ إنسان، وكلنا خطاء، ولكن لا يجب أن يستمر في الخطأ، ولا أن ينجرف خلف تيار أوله لهو ولعب، وآخره ندم وخسارة!

شارك عبر
خليل المقداد

كاتب وباحث سياسي سوري, منافح عن عقيدته غيور على أمته فخور بعروبته, من أوائل الذين إنخرطوا في العمل الثوري ضد نظام الأسد, شاركت في تأسيس العديد من الهيئات والإتحادات الثورية السورية, كتبت للعديد من المواقع والصحف السورية والعربية, كما انني شاركت بعشرات المداخلات التلفزيونية والإذاعية على الجزيرة وغيرها من المحطات التلفزيونية والإذاعية.

جميع الحقوق محفوظة © 2023 شبكة بصرى الشام الإعلامية
2
0
أضف تعليقx
()
x