هذا ما فعله الإسلام للمرأة فأروني ماذا فعلتم لها وقدمتم؟

بالأمس كان ما يسمى اليوم العالمي للرجل، وكان مناسبة لكثير من المنشورات والكتابات، بعضها يبارك وبعضها يذم وبعضها الآخر يسخر أو يتندر.

تابعت جانبا مما كتب فوجدتها مناسبة لسرد بعض النقاط حول هذه القضية المحورية الهامة.

قضية الرجل والمرأة ليست مجال سخرية أو تندر، لأنها قضية مجتمع وأمة ولا يصح فيها الدخول بمهاترات وتنافس وتبادل أدوار، تنسف ما تبقى من قيم دينية واجتماعية واحترام متبادل وتنتقص من قيمة وكرامة الرجل والمرأة على حد سواء.

خلق الله الرجل على حاله لسبب وكذلك المرأة، وخلق البشر للعبادة وخلق الذكر والأنثى لعمارة الكون، وجعل التفاضل بين خلقه بالتقوى، لا بالمظهر والحسب والنسب ولا بالمال والجاه.

عندما نقول أن المرأة “ست البيت” فهذا يرفع مكانتها ويجعلها عزيزة مكرمة ولا يضعها أو يهينها، فالله سبحانه جعل الكد والشقاء والتعب من نصيب الرجل.

اضطرت أو اختارت كثير من النساء أن تكد وتعمل لغياب معيل أو لفقر وحاجة، أو لخروج من البيت وهذا شأنها، لكن لا يجب أن يصل الأمر حد السخرية من الرجل ونسف مكانته وتسفيه رجولته، فقط لأنها استغنت واستقلت عنه ماديا بما تكسب.

لقد تطورت منظومة القيم المجتمعية بشكل بات معه مفهوم الأسرة والقوامة وعلاقة الرجل بالمرأة أشياء ثانوية تأتي في ذيل الإهتمامات.

كثير من الرجال لا يحملون من الرجولة الا اسمها، وهم بين ضال ومنحرف وشاذ وظالم ومتسلط وانتهازي، يستغل المرأة أبشع استغلال ويمارس عليها رجولة كاذبة لا رجولة حقيقية فيها، وهو بهذا أسهم بضياع وتدمير هيبة الرجل وصفاته الحميدة التي خلقه الله سبحانه عليها، وبالتالي أسهم في ضياع المرأة وتطرفها حيال العلاقة مع الرجل وقوامته عليها (رعايته لها) وتقديم العطف والحنان والأمان لها.

وفي المقابل سنجد أن شريحة واسعة من النساء، قد ركبت خطأ موجة ما يسمى “تحرر المرأة” والمطالبة بحقوقها التي ظهرت في المجتمعات الغربية المفككة التي جعلت المرأة سلعة وتجارة فاستعبدتها وجعلت منها كائنا شقيا يستمتع بعبوديته المغلفة بغلاف من الحرية الشخصية الكاذبة.

نحن بحاجة لفهم عميق لغاية خلق الانسان من ذكر وأنثى، لكل منهم دوره في هذه الحياة وما يترتب عليه من واجبات وما له من حقوق.

جعل الله الزوجين سكنا، وزرع بينهما المودة والرحمة، فهما يكملان بعضهما البعض، وأي خلل في هذه العلاقة يعني نسف ما خلق عليه ولأجله الإنسان.

المرأة في الإسلام

بتاريخ 10 نوفمبر / تشرين الثاني من العام 1948 اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة إعلانا تاريخيا يتعلق بالمرأة وحقوق الإنسان وينص على أنه: (يولد جميع الناس أحرارا ومتساوين في الكرامة والحقوق). ما يعني أن الإسلام قد سبق العالم المتمدن بإقرار العديد من التشريعات العالمية المعاصرة في موضوع المساواة بين الجنسين وبأكثر من 14 قرنا من الزمان.

لقد راعت الشريعة الإسلامية الفروقات الجسدية والسيكولوجية بين الذكر والأنثى فوضع الإسلام الأطر التي تحكم علاقة المرأة بالرجل والرجل بالمرأة وحدد حقوق وواجبات كل منهما تجاه الآخر. فجعل الرجل مسؤولًا عن رعاية المرأة وحمايتها وتوفير العيش الكريم لها وهو ما يسمى في الإسلام بالقوامة.

أكد الإسلام على المساواة في الحقوق بين الرجل والمرأة منذ أمد بعيد. إذ جاء في سورة الحجرات يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ. وفي هذه الآية يُبين القرآن أن لا فضل للذكر على الأنثى أو العكس إلا بالتقوى والعمل الصالح

جاء الإسلام فألغى كافة أنواع الزواج التي كانت تمارس في الجاهلية والتي كانت تظلم المرأة ولا تحفظ لها حقا ولا كرامة وتحط من قيمتها. فقد كان العرب في الجاهلية يمارسون عدة أنواع من النكاح (الزواج) منها:

نكاح الاستبضاع: وهو قول الرّجل لزوجته في الجاهليّة: أرسلي إلى فلانٍ فاستبضعي منه. أي اطلبي منه المباضعة (الجماع)، ويحدث الاستبضاع رغبة في أن ينجب الرجل طفلًا يحمل صفات الرجل الآخر من شجاعةٍ وفروسية وحكمة وقيادة.

نكاح الرهط: وهو أن يجتمع عشرة من الرجال أو اقل وينكحون امرأة واحدة، فإذا حملت أرسلت إليهم جميعًا، ثمّ تختار من بينهم من يكون والد الجنين الذي في بطنها.

نكاح البغايا (أو أصحاب الرايات): وهو أن يجتمع عدد كبير من الرجال وينكحون امرأة واحدة حيث كانت المرأة منهن ترفع الراية (ويقال إنها كانت حمراء) علامة على أنها جاهزة فيأتيها الرجال.

نكاح البدل (الشغار): وهو أن يقول الرجل للرجل: زوجني ابنتك وأزوجك ابنتي، أو زوجني أختك وأزوجك أختي.

بعث النبي محمد ﷺ برسالة الإسلام فكان من جملة ما فعله لإصلاح المجتمع وتكريم المرأة هو هدم جميع أنواع نكاح أهل الجاهلية وتحريمه. فشرَّع ﷺ نكاحًا واحدًا فقط وهو النكاح القائم على الشهود والمهر والإيجاب والقبول وغيرها من شروط الزواج في الإسلام، من أجل حفظ حقوق المرأة على زوجها وحمايتها من الابتدال، ولا يزال المسلمون يسيرون على هذا النهج حتى اليوم.

تصف أمنت عائشة رضي الله عنها أنواع النكاح في الجاهلية فتقول: كانَ النِّكاحَ في الجاهليَّةِ على أربعةِ أنحاءٍ فكانَ منها نكاحُ النَّاسِ اليومَ يخطبُ الرَّجلُ إلى الرَّجلِ وليَّتَهُ فيُصدِقُها ثمَّ ينكحُها ونكاحٌ آخرُ كانَ الرَّجلُ يقولُ لامرأتِهِ إذا طهُرَت من طمثِها أرسلي إلى فلانٍ فاستبضعي منهُ ويعتزلُها زوجُها ولا يمسُّها أبدًا حتَّى يتبيَّنَ حملُها من ذلكَ الرَّجلِ الَّذي تستبضعُ منهُ فإذا تبيَّنَ حملُها أصابَها زوجُها إن أحبَّ وإنَّما يفعلُ ذلكَ رغبةً في نجابةِ الولدِ فكانَ هذا النِّكاحُ يسمَّى نكاحَ الاستبضاعِ ونكاحٌ آخرُ يجتمعُ الرَّهطُ دونَ العشرةِ فيدخلونَ على المرأةِ كلُّهم يصيبُها فإذا حملت ووضعت ومرَّ ليالٍ بعدَ أن تضعَ حملَها أرسلت إليهم فلم يستطع رجلٌ منهم أن يمتنِعَ حتَّى يجتمعوا عندَها فتقولُ لهم قد عرفتُمُ الَّذي كانَ من أمرِكم وقد ولدتُ وهوَ ابنُكَ يا فلانُ فتسمِّي من أحبَّت منهم باسمِهِ فيَلحقُ بهِ ولدُها ونكاحٌ رابعٌ يجتمعُ النَّاسُ الكثيرُ فيدخلونَ على المرأةِ لا تمتنعُ مِمَّن جاءها وهنَّ البغايا كنَّ ينصبنَ على أبوابِهنَّ راياتٍ يكنَّ علمًا لمن أرادهنَّ دخلَ عليهنَّ فإذا حملت فوضعت حملَها جمعوا لها ودعوا لهمُ القافةَ ثمَّ ألحقوا ولدَها بالَّذي يرونَ فالتاطهُ ودُعيَ ابنَهُ لا يمتنعُ من ذلكَ فلمَّا بعثَ اللَّهُ محمَّدًا صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ هدمَ نكاحَ أهلِ الجاهليَّةِ كلَّهُ إلَّا نكاحَ أهلِ الإسلامِ اليوم.

كان من عادة الرجال ايضا أن يتزوجوا النساء لأسباب دنيوية أو مادية وغيرها بينها النبي الكريم ﷺ حيث قال: تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلِجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ.

ومعنى تنكح المرأة لأربع: أي أنَّ الناس في غالب الأحوال إنما تتوجه مطالبهم وأنظارهم إلى هذه الأوصاف الأربع واضعين الدين أو الأخلاق كآخر ما يُنظر إليه وهو ما يُرى بوضوح ٍ اليوم حيث انتهت العديد من الزيجات بالطلاق بسبب قيامها على أمور مادية أو دنيوية. من وجه نظر الإسلام فإن الزواج غالبًا ما يفشل إذا تزوج الرجل من إمراة أختارها بناءًا على درجة جمالها أو مقدار ما تملكه من مال أو الحسب فقط (أي المكانة الاجتماعية والنسب). يطلب النبي محمد ﷺ من الرجال في هذا الحديث أن يكون اختيارهم لزوجاتهم أساسه أولًا الدين والأخلاق.

في الإسلام

إذا خان الرجل زوجته رجم حتى الموت.

إذا تزوج مرة ثانية ولم يعدل بينهما حشر يوم القيامة شقه مائل.

إذا كتب لها مهرا ولم يعطها إياه فهو سارق.

إذا طلقها لا يحق له أن يأخذ شيئا مما أعطاه لها.

إذا أكل حقها في الميراث فقد تعدى حدود الله ومن يتعدى حدود الله فهو ظالم نفسه.

إذا ضربها وأهانها فهو لئيم وإذا أكرمها فهو كريم.

إذا هجرها أكثر من أربعة أشهر لها الحق بالتفريق.

لا يحق له أن يعاملها كأمه وإن قال لها أنت علي كظهر أمي سيصوم 60 يوما أو يعتق رقبة أو يطعم 60 مسكينا.

إذا كرهها فليصبر فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا.

وإذا طلقها فعليه أن لا ينسى فضلها.

وإذا افترقا لا يحرمها أولادها وعليه نفقتهم مالها حرة فيه إن تصدقت عليه فلها أجران وإن منعته فلا يحق له السطو عليه.

أي إعتداء عليها يعاقب عليه بمثل ما اعتدى عليها.

وهو مسؤول عنها في طعامها ومشربها ومسكنها وملبسها ضمن قدراته المالية.

قوامته عليها تكليف وطاعتها له جهاد في سبيل الله.

إن أمرها بالمعروف أطاعته وإن أمرها بغيره فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

ثم بعد ذلك إن أرادت فراقا فلها أن ترد عليه مهره وتخلعه.

و لأجلها خاض النبي حربا ضد بني قينقاع.

و للدفاع عنها كان الموت شهادة في سبيل الله.

و لأجلها حرك المعتصم جيشه الى عمورية.

و لسمعتها وضع الله حد القذف ثمانين جلدة.

ذلك هو حق المرأة فى الاسلام، فأخبروني عن حقوق المرأة في الغرب وكل الأديان الثقافات الأخرى يامن تدعون أنكم متحضرون.

الله عزوجل  وإسلامنا الحنيف يقول البيت لزوجتك وليس لك إِنتبه..! المعلوم أن الرجل مالك بيته، ولكن الرجل يسكن عند زوجته: (لتسكنوا اليها) نعم إنها بيوت زوجاتكم.

فمن كنوز القرآن الكريم : هذه الآية {لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ}. فلماذا نسب الله عز وجل البيت إلى المرأة رغم أنه ملك للرجل؟

آيات يُذكر فيها كلمة بيت مقترنة بالمرأة تطيب خاطرها وتراعي مشاعرها وتمنحها قدرا عظيما من الاهتمام والاحترام والتقدير.

قال تعالى: { وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِه ِ} ﴿٢٣ يوسف﴾

انظر لامرأة العزيز تراود يوسف وتهم بالمعصية ورغم ذلك لم يقل الله عز وجل وراودته امرأة العزيز أو وراودت امرأة العزيز يوسف في بيته.

وقال تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ } (٣٣ الأحزاب)

وقال تعالى: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَىٰ فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ } ﴿٣٤ الأحزاب﴾

ما أعظم الله وما أرحمه وأعدله، أليست هذه البيوت ملك للنبي صلى الله عليه وآله وسلم؟

لكنها نُسبت لنسائه فأي تكريم بعد هذا؟

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنّ } ﴿١ الطلاق ﴾ 

حتى في الخلاف النزاع عندنا تصل الأمور إلى الطلاق الرجعي هو بيتها، وتبقى آية واحدة لم ينسب فيها البيت للمرأة وهي: {وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَآئِكُمْ فَاسْتَشْهِدُواْ عَلَيْهِنَّ أَرْبَعةً مِّنكُمْ فَإِن شَهِدُواْ فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىَ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً} ﴿١٥ النساء﴾

أما عندما أتت المرأة بالفاحشة وبشهادة أربعة شهود عدول، لا ينسب البيت لها فيسحب التكريم.

أي جمال ودقة في آيات الله فسبحان من كان هذا كلامه، والله ما رأيت ديناً وشرعا يصون ويرفع قدر المرأة مثل الاسلام، فهذه هي حقوق المرأة في كتاب الله وليست حقوقها عند مدعي الحرية والسفور والانفلات.

إنَّ الإسلام قد رحم المرأة فأسقط عنها الصلاة والصيام أثناء الحيض والنفاس رحمة بها لما تعانيه من أتعاب حال الدورة والنفاس مع أنَّ الصلاة لا تسقط عن الرجل بأي حال، إلا الصوم فله فيه الرخصة المعلومة.

الإسلام رحم المرأة فأسقط عنها النفقة فلا تُنفق على ولدها ولا والديها ولا زوجها بل لا تنفق على نفسها هي، ويلزم زوجها بالنفقة عليها.

الإسلام رحم المرأة فأسقط عنها حضور الجُمَع والجماعات لاشتغالها بزوجها وبيتها.

الإسلام رحم المرأة فأوجب لها مهراً كاملاً يدفعه الزوج لمجرد الخلوة بها، أو نصفه بمجرد العقد عليها.

الإسلام رحم المرأة فورثها من زوجها حتى لو مات بمجرد عقده عليها.

الإسلام رحم المرأة فقال أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك، تكريماً واعترافاً بحقها.

الإسلام رحم المرأة فأسقط عنها الشهادة في الدماء والجنايات تقديراً لضعفها، ورعايةً لمشاعرها عند رؤية هذه الحوادث.

الإسلام رحم المرأة فأسقط عنها فريضة الجهاد.

الإسلام رحم المرأة فأسقط عنها فريضة الحج إذا لم يكن معها محرم يحرسها ويخدمها حتى ترجع.

الإسلام رحم المرأة فجعل التقصير لها عند تمام النسك حفاظاً على جمالها وإبقاءً على رغبتها ولها أجر الحَلْق.

الإسلام رحم المرأة فحَرَّم طلاقَها وهي حائضٌ مراعاةً لحالها، وحتى لا تطول عليها العدة.

الإسلام رحم المرأة فجعل لها ميراثاً من زوجها وإخوانها وأولادها ووالديها رغمَ أنها لا تتحمل شيئاً من النفقة.

الإسلام رحم المرأةَ فأوجب لها مهراً وحرَّمَ أخذ شيءٍ منه إلا بطيبِ نفسٍ منها.

الإسلام رحم المرأة فحرَّم نكاحها بلا وليٍ ولا شهودٍ، حتى لا تُتَّهَمَ في عِرضها ونسب أولادها.

الإسلام رحم المرأة فأوجب على مَنْ قَذَفَها في عِرْضِهَا جَلْدَ ثمانينَ جلدةً، ويُشَهَّر به في المجتمع ولا تُقبلُ شهادته أبداً.

الإسلام رحم المرأة فجعل من يُقتل في سبيلها ليحافظ على عرضه ويدافع عنها جعله شهيداً.

الإسلام رحم المرأة حتى بعد موتها فلا يُغسلها إلا زوجها أو نساء مثلها.

الإسلام رحم المرأة فجعل كفنها أكثر من كفن الرجل فتكفن في خمسة أثواب رعاية لحرمتها.

الإسلام رحم المرأةَ فأجاز لها الخلع إذا كرهت زوجها وأبى طلاقها.

الإسلام رحم المرأة حتى عند الصلاة عليها تكون أبعد عن الإمام ويقف وسطها ليستر جسدها ممن وراءه.

يقول جيمس بيكر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق في مقال على لوس أنجليس تايمز: «إن أزمة القيم الراهنة تعود إلى الستينات حيث بدأت النسبية الثقافية والإباحية الأخلاقية، والاستعداد لإلقاء اللوم على المجتمع فيما يتعلق بسلوك الأفراد، لقد بدأت أمريكا تجربتها المشؤومة في الإباحية الاجتماعية قبل ثلاثين عاماً، وقد يتطلب نقد هذه العملية ثلاثة عقود أخرى».

وفي مقالة ثانية له نشرت في نفس المرجع السابق: «إن الإباحية الاجتماعية أفرزت لنا أجيال غير مسؤولة، تحولت إلى الجريمة، ففي أمركا كل خمس دقائق تقع ثلاثة جرائم (جريمة قتل، وجريمة سرقة، وجريمة اغتصاب).

فلا تستغرب إيها القارئ إذا علمت أن هذه الجرائم قد وقعت بالفعل مع نهاية قراءتك لهذه الفقرات من هذا المقال، إن الجريمة اليوم تكلفنا باهضاً، إننا ننفق على مكافحة الجريمة سنوياً ما يزيد عن 80 مليار دولار، وتضيف لإساءة استخدام الثروة والفساد الاجتماعي بلايين أخرى لا تحصى، ولكن الثمن الإنساني الذي يدفع موتاً وتدميراً لحياة الإنسان، وآمالاً محبطة، هو أغلى بكثير، ويقع بتفاوت مرير على قلة حصانتنا»

ويختم فيقول: إن المسؤولية الشخصية هي ما يجعلنا شعباً قوياً، أما الاستمرار في أزمة القيم فسيحولنا إلى شعب ضعيف.

نظرة الحضارات الأخرى للمرأة.

عند الفراعنة كان هناك ما يسمي بظاهرة عروس النيل والتي كانوا يأتون فيها بفتاة جميلة مزينة بالحلي وأجمل الثياب، ثم يلقونها في نهر النيل، ظنا منهم أنهم بهذا سيفيض ويعم النماء. وظل هذا التقليد ساريا حتى جاء الإسلام وألغاه على يد عمرو بن العاص في عهد الخليفة عمر بن الخطاب.

أما عند الإغريق فالمرأة شجرة مسمومة، ومحتقرة مهينة وصل بهم الأمر أن سموها رجس من عمل الشيطان، وكانت كسقط المتاع تُباع وتشترَى في الأسواق، مسلوبة الحقوق، محرومة من حقِّ الميراث وحقِّ التصرُّف في المال، وكانتْ في غاية الانحطاط، حتى أنها لم تسلم من فلاسفة الإغريق.

لم يقتصر هذا الرأي فقط على الرجال العاديين أو الجهلاء من الناس عند الإغريق، بل كانت أيضا نظرة المفكرين والعقلاء والفلاسفة إليها على هذا النحو بينما كان الرجل هو العاقل صاحب جميع الحقوق.

فهذا هو الفيلسوف أرسطو يبدي رأيه عن مكانة المرأة في مجتمعهم بعد تحليل وتفكير ويقول: “إنَّ الطبيعة لم تزودِ المرأةَ بأيِّ استعداد عقلي يُعتَدُّ به؛ ولذلك يجب أن تقتصرَ تربيتُها على شؤون التدبير المنزلي والأُمومة والحَضانة وما إلى ذلك.

ثم يقول: “ثلاث ليس لهنَّ التصرُّف في أنفسهنَّ: العبد ليس له إرادة، والطِّفل له إرادة ناقِصة، والمرأة لها إرادة وهي عاجِزة”.

وقد قال:” إن المراة رجل غير كامل، وقد تركتها الطبيعة في الدرك الأسفل من سلم الخليقة” وهو القائل أن المرأة للرجل كالعبد للسيّد، والعامل للعالم، والبربري لليوناني، وأن الرجل أعلى منزلة من المرأة.

أما سفراط فقد قال عنها الفيلسوف: “إنَّ وجودَ المرأة هو أكبر منشأ ومصْدر للأزمة والانهيار في العالَم، إنَّ المرأة تُشبه شجرةً مَسْمومة، حيث يكون ظاهرها جميلاً، ولكن عندما تأكل منها العصافير تموت حالاً”.

اعتبرت المرأة عند الرومان متاعاً مملوكاً للرجل وسلعة من السلع الرخيصة يتصرف الرجال فيها كيف يشاؤون، وكان يعتبرها الرجال شراً لا بد من اجتنابه، وأنها مخلوقة للمتعة وكانت دائماً خاضعة للرجل أباً كان أو زوجاً، وكان الرجل يملك مالها فهي في نظره ونظر الرجال ونظر المجتمع كله أمة لا قيمة لها، وكان بيد أبيها وزوجها حق حياتها وحق موتها وإذا كانت ملك ابيها في شبابها فهو الذي يختار لها زوجها فإذا تزوجت ملكها زوجها وفي ذلك يقول جايوس: «توجب عادتنا على النساء الرشيدات أن يبقين تحت الوصاية لخفة عقولهن».

وحتى يمنعوا المرأة من الكلام حكم عليها الرومان بأن تضع على فمها قفلاً كانوا يسمونه الموزلير فكانت النساء جميعهم من أعالي الأسر وأدناها تسير في الطرقات وفي فمها قفل وتروح وتغدو في دارها وفي فمها قفل من حديد.

أما عند الفرس وفي ما يخص الزواج فلم يكن هناك استثناء عند الفُرس، فقد أبيح الزواج بالأمهات والأخوات والبنات والخالات والعمات وبنات الأخ والأخت حتى أن يزدجر الثاني والذي حكم في أواسط القرن الخامس قد تزوج من إبنته ثم قتلها، و بهرام جوبين والذي تملك القرن السادس قد كان متزوجاً بأخته.

وفي الزرادشتية كانت المرأة تعاقب عقاباً شديداً عند الخطأ وعند أقل هفوة.

وكانت المرأة عند الفرس في وقت الطمث تنفى خارج المدينة ولا يتم مخالطتها، وأما عن حقوق الميراث فهي مسلوبة.

وأما في عهد الساسانيين لم يكن زواج المحرمات يعد معصية عند الإيرانيين بل هو تقرب إلى الله.

وفي إنجلترا كانت تباع المرأة في الأسواق بشلنين لأنها ثقلت بتكاليفها على الكنيسة التي تؤويها، كما بقيت المرأة إلى سنة 1882 محرومة من حقها الكامل في ملك العقارات وحرية المقايضة.

وفي بلغراد بيعت النساء بالميزان، وكان الرطل الواحد يساوي بنسين أو ثلاث بنسات، وكان ثمن الزوجة التي تزن مائة رطل أو مائة وعشرين رطلا لا يزيد عن 28 شلناً.

الفيلسوف الإنجليزي هربرت سبنسر يؤكد ذلك وقد قال: “أن الزوجة كانت تُباع في إنجلترا خلال القرن الحادي عشر” وقد سنت المحاكم الكنسية في هذا القرن قانوناً ينص على أن للزوج أن ينقل أو يعير زوجته.

فرنسا أيضاً لم تكن هي الأخرى أفضل في تعاملها مع المرأة من جاراتها فقد قرر فيها مجمع ماكون الذي عقد سنة 586م: “أنَّ المرأة إنسان ولكنها مخلوقة لخدمة الرجل، وتخلو روحها من الروح الناجية من عذاب جهنَّم ما عدا أم المسيح”.

أما اليهود فقد كانت المرأة عندهم سلعة رخيصة تتنقل بين أحضان الرجال بطريقة غاية في الشذوذ كما جعلوها هي الخائنة والمتمردة والكاذبة والذليلة، في أبشع هجوم وجريمة بحق المرأة وامتهان لحقوقها.

كما أنهم يعتبرون المرأة لعنة، لأنَّها أغوت آدم، وقد جاء في التوراة: “المرأة أمرّ من الموت، وإنَّ الصالح أمام الله ينجو منها”.

اليوم وبعد كل هذا التكريم للمرأة في الإسلام نجد من يطل علينا ليتهم الإسلام بظلم المرأة والحط من قدرها والتضييق عليها.

طالب البعض بتحريرها ليس حبا بها ولا حماية لها ولحقوقها، بل ليسهل الوصول إليها.

لقد خسرت وخابت من صدقت وأذعنت لأصواتهم فقد جعلوا منها سلعة رخيصة ودمية بيد كل عابث.

شارك عبر
خليل المقداد

كاتب وباحث سياسي سوري, منافح عن عقيدته غيور على أمته فخور بعروبته, من أوائل الذين إنخرطوا في العمل الثوري ضد نظام الأسد, شاركت في تأسيس العديد من الهيئات والإتحادات الثورية السورية, كتبت للعديد من المواقع والصحف السورية والعربية, كما انني شاركت بعشرات المداخلات التلفزيونية والإذاعية على الجزيرة وغيرها من المحطات التلفزيونية والإذاعية.

جميع الحقوق محفوظة © 2023 شبكة بصرى الشام الإعلامية
3
0
أضف تعليقx
()
x