لماذا (المزدكي) وليس (البهرزي)؟
شاع بين بعض الناس، مصطلح ( البهرزي ) ويعنون به، أسرة الأسد للإشارة إلى أصولها الفارسية، وليس هذا بدقيق، بل هو مؤسف لأنه يسيء إلى مدينة عربية عراقية، وهي مدينة بهرز التابعة لمحافظة ديالى، وقد اكتسبت اسمها من أحد قادة الفرس الذي حكمها قديما، واسمه (بُهْ رِز)
وبهرز مدينة عربية تقطنها قبائل عربية عريقة كزبيد وشمر والسواعد والنداوية، والزهيرية، وأسماء أحيائها عربية، كالحي العربي، وحي القادسية، وحي الفارس العربي، وحي السلام، وتتميز بعلمائها وأدبائها وشعرائها، ومراكزها العلمية والأدبية، وبتراثها العربي العريق حيث بها عدة أضرحة لأنبياء وشيوخ، كما تتميز بمساجدها، كجامع أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها. وعدة جوامع عثمانية، فطابع المدينة عربي إسلامي صرف، وقد تصدت للغزو الأمريكي في ٢٠٠٣م وقدمت خيرة أبنائها، فسلطوا عليها عملاء إيران بين ٢٠٠٧و ٢٠٠٨ م.
وتعد مدينة بهرز من أجمل مدن العراق حيث يقسمها نهر خرسان إلى نصفين، فتمتد بساتين النخيل والبرتقال، وأنواع الحمضيات على جانبيها، وقد تساءل أحد سكانها، ويدعي إحسان جميل عن سبب إطلاق مصطلح البهرزي على أسرة مجرمة مقطوعة الجذور لاتمت لمدينته بأدنى سبب، وعد هذا عملا مقصودا يراد به الإساءة إلى المدينة نفسها قبل غيرها.
ونحن نتساءل لماذا أغفل المطلقون صفة المزدكي رغم أنهم حقا مزدكيون؟
وبالطبع معروف أن المزدكية تعود إلى الزرادشتية، ثم المانوية الثنائية، ومزدك أحد كهنة المانوية الزردشتية، وبالعودة إلى الأصول نجد أنها أصول فرعونية ينتظم بها اليهود والنصارى والمجوس، لأن زرادشت كان تلميذا في المحفل الفرعوني، ومنه نقل عبادة النار والجنس، وتعاليم الدين الفرعوني، والمزدكية تطور تاريخي لهذا الفكر اعتمدت نقطة مهمة، وهي المشاعة في الجنس والمال، فعدت أول فكرة شيوعية بالتاريخ، فتبناها قباذ ملك الفرس الساسانيين، واعتمدها دينا للفرس، فوصل الأمر بمزدك أن طلب زوج أنو شروان، والدة كسرى للفراش، فتوسل به كسرى أن يتركها، ويجد غيرها فرفض، وأدخلها الغرفة، ومارس الفاحشة معها، مما جعل كسرى يحقد عليه حقدا شديدا.
انتقلت المزدكية إلى التشيع باسم المتعة، وإلى الحركات الباطنية الخرمية والقرمطية والإسماعيلية والنصيرية والدرزية، وما تفرع عنها بإباحة المحرمات؛ كما فعل حسن الصبًاح في قلعة آلموت في إيران حين أسقط المحرمات وسمح لأتباعه بممارسة الجنس دون قيود، وهو ما سماه يوم القيامة، بعد أن حدد لهم موعد يوم القيامة، فلم يحدث شيء ففسر لهم القيامة بإسقاط المحرمات.
(من الجدير بالذكر أن نشير هنا إلى الانتباه إلى غرض مظفر النواب حين يجعل كل انتمائه للقرامطة)
ولابد من التذكير أيضا أن ادعاء جميل الأسد أنهم من الطائفة الكاكائية ليس صحيحا، وإنما هو من باب التضليل والتغطية على أصولهم المجوسية المزدكية، وأنها تضم كثيرا من اليهود والنصارى كما هو معروف للباحثين.
والسؤال الآن إلى كل ذي بصيرة، وغيرة: هل يجوز إطلاق البهرزي ؟ وأيهما أكثر دقة وصوابا، البهرزي ام المزدكي؟