سورية والقتال في أوكرانيا – خطأ الصح!


إن صدقت الأخبار التي تقول إن ٢٣ ألف سوري تحت السلاح جاهزون للانتقال إلى أوكرانيا لقتال جيش بوتين…أقول إن صدقت، فهذا خطأ كبير في صحة الحسابات…


نعم الجميع لاحظوا صمت أمريكا حول إشعال الوضع في سوريا لتشتيت الجهد العسكري الروسي وضرب بوتين في كل مكان ممكن الوصول إليه، وهذا ما كان متوقعا، لاسيما بعد ورود معلومات عن انتقال قوات خاصة من جيش بشار والحشد الشيعي العراقي لمساندة قوات بوتين…فما الذي يجعل أمريكا تتلكأ في تحريك الوضع في سوريا؟


١- أولى هذه الأسباب هو وجود مخطط أمريكي صهيوني يستهدف الأمة في وجودها من خلال مشروع تقسيم الدول العربية.


٢- رؤية إسرائيل في اغتنام اللحظة التاريخية لتفكيك دول سايكس بيكو، وإفراغها من العنصر الفعال ( العربي السني) وإعادة تشكيلها فئويا والهيمنة عليها، ولهذا ترى في الحرب الروسية الأوكرانية امرا غير محسوب يعطل مشروعها.


٣- آمال أمريكا أن تحل المشكلة دون اي تغيير في الجيوسياسي الدولي، وخاصة في المنطقة العربية، فمازالت أمريكا ترى في الربيع العربي أكبر خطر يواجهها وينبىء بنهاية إسرائيل ونهاية مصالحها بل نهاية النظام الدولي الجديد، فما يقوم به بوتين هو نفسه الذي خشيت ان يقوم به الربيع العربي بأسلوب آخر …


من هنا نرى الخطأ في ذهاب مقاتلين سوريين إلى أوكرانيا والصواب هو العكس، فهم بذهابهم يسهلون على أمريكا المحافظة على مخططها الخبيث في تقسيم سوريا وإفراغها من شعبها …


اليوم أمريكا بحاجة لثوار سوريا، وتلك حقيقة يجب أن يعيها سياسيو الثورة ويفرضون وجودهم على العالم كله ويرسمون رؤيتهم لسوريا المحررة ، واللحظةالتاريخية لاتتكرر واقتناصها يكمن في فهمها وحسن التعامل معها

شارك عبر
جميع الحقوق محفوظة © 2023 شبكة بصرى الشام الإعلامية
0
أضف تعليقx
()
x