في رحاب حديث نبوي
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين. (صحيح البخاري)
وهذا الحديث من جوامع الكلم؛ فالألفاظ اليسيرة جمعت معاني كثيرة؛ لأن أقسام المحبة ثلاثة: محبة إجلال وعظمة، كمحبة الوالد، ومحبة شفقة ورحمة، كمحبة الولد، ومحبة استحسان ومشاكلة، كمحبة سائر الناس، فحصر أصناف المحبة كلها.
وهذه المحبة وإن كانت عملاً قلبياً , إلا أن آثارها ودلائلها لابد وأن تظهر على جوارح الإنسان , وفي سلوكه وأفعاله، فالمحبة لها مظاهر وشواهد تميز المحب الصادق من المدعي الكاذب، وتميز من سلك مسلكا صحيحا ممن سلك مسالك منحرفة في التعبير عن هذه المحبة.
وأول هذه الشواهد والدلائل طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم واتباعه، فإن أقوى شاهد على صدق الحب أيا كان نوعه هو موافقة المحب لمحبوبه، وبدون هذه الموافقة يصير الحب دعوى كاذبة، ولذلك كان أكبر دليل على صدق الحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم هو طاعته واتباعه.
{إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما﴾
اللهم صل وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه.
مجموعة من المحررين من جانب إدارة محتوى بصرى الشام.