عقدة الدونية والأنا والغرب، عند بعض العرب!
الدونية أو عقدة النقص، هو شعور متجذر لدى شخص ما بدونيته وضعفه وانحطاط قدره، وقد تشكل لديه هذا الشعور نتيجة ضعف نفسي أو عضوي، أو اتكالية واعتماد على الغير، وهو ما قد يولد لديه صراعا بين السعي للتميز والخوف من الفشل، فتنشأ لديه عقدة أخرى تسمى عقدة الإستعلاء، كمحاولة للتعويض وإخفاء شعوره بالدونية، وهذا تماما ما نراه عند البعض.
يخرج أحدهم من محيطه، كأن يسافر لدولة أخرى أو للغرب مهاجرا أو لاجئا، فيصبح كائنا آخر ينسف تاريخ أمته ويتبرأ منه، وتصبح أحاديث النبي ووصاياه جهلا وتخلفا رغم أنها لكل زمان ومكان ولا تناقض التطور.
يدخل عالم النت حديثا ويتعلم على برنامج اليكتروني ما، فيعتبر نفسه عالما جهبذا، حقق إنجازات هائلة فيتحفنا بنصائح عن تخلف المجتمع وضرورة الاعتماد على التكنولوجيا، رغم أنه كان بإمكانه الحديث بلا تجريح، ودون التعرض للقيم الدينية والمجتمعية لشعبه وأمته وتسفيههما.
ينسبون العلم والحضارة والتطور والإدارة فقط للغرب، فيخلعون جلودهم ويتنكرون لتاريخ الأمة فقط لأنهم تركوا أوطانهم أو أصبحوا؛ “لاجئين غربيين” حصلوا على بعض المزايا أو تعلموا شيئا ما.
هل يعلم هؤلاء أن التخلف والظلم الذي تعانيه أوطاننا سببه سيطرة الغرب على مقدراتنا ومنع تطورنا وجعل دولنا سوقا لتصريف منتجاتهم؟
هل يعلم هؤلاء المتذاكون، أن في أوطاننا إمكانيات هائلة تحتاج فقط لجهد وتوظيف؟
هل يعلم هؤلاء أن التخلف الذي يتحدثون عنه، سببه الأفراد من أمثالهم هم قبل أن يكون سببه الحكومات والأنظمة، فهل المجتمعات إلا مجموع الأفراد؟
هل يعلم هؤلاء أن غيرهم من بني جلدتهم قد تحدى الظروف وطور نفسه وغيره في وطنه، فسبقهم بعقود، وأنه في تسعينيات القرن الماضي كان كثير من بني جلدتهم يتعلمون ويطورون البرامج ويعربونها، يوم كانوا هم غارقين في مستنقع الجهل والفساد والإتكالية، فمن يرغب بتطوير نفسه يمكنه فعل ذلك في أي مكان وزمان.
هل يعلم هؤلاء أن حريتهم المزعومة في الغرب ليست سوى حرية مادية وأنها لن تتعدى “حرية الردة والشذوذ”
هؤلاء لا يعلمون أن الأمة اليوم تتعرض لأعنف حملة تستهدف وجودها وعقيدتها، وهي حملة تتوج ما شن من حملات صليبية على مدى أكثر من أربعة عشر قرنا من الزمان.
كاتب وباحث سياسي سوري, منافح عن عقيدته غيور على أمته فخور بعروبته, من أوائل الذين إنخرطوا في العمل الثوري ضد نظام الأسد, شاركت في تأسيس العديد من الهيئات والإتحادات الثورية السورية, كتبت للعديد من المواقع والصحف السورية والعربية, كما انني شاركت بعشرات المداخلات التلفزيونية والإذاعية على الجزيرة وغيرها من المحطات التلفزيونية والإذاعية.