تاريخنا الإسلامي المغيب!
يتعرض تاريخنا الاسلامي لحرب وخطط من تدليس وتزوير وتغييب للحقائق رغم ماضينا المجيد إلا أننا الآن نجهل تاريخنا ولا نستفيد من دروسه..
لماذا يزورون التاريخ؟!
هل الأمر مقصود أن نفــقد هويتنا المسلمة رويدًا رويدًا حتى ننسلخ منها ويتكون جيل مسلم لا يعلم عن إسلامه شيئا، وهل المقصود من هذا هو االتشويه وعدم نشر العلم الصحيح؟
ما خطورة دعوة البعض إلى إخلاء مناهج التعليم العربية والإسلامية من أبطال الفتوحات الإسلامية بزعم أن هذا يؤدي إلى نسيان الماضي العدائي بين الأمم وفتح صفحات جديدة من التسامح؟
فالغرب ليس لديهم أبطال حقيقيون في تاريخهم، لذلك تجِدُهُم يعلّمون أبناءهم الشخصيات الوهمية!
ويُنتجون لهم الأفلام من 5 أجزاء عن باتمان أو سبايدرمان أو سوپر مان، ويظهرونهم يدافعون عن الأرض وعن أمريكا!
لكن نشفق على المسلمين، الّذين يعلّمون أبناءهم هذه الشخصيات، ويتركون تاريخنا العظيم الذي تجد فيه:
أعظم قائد عسكري في التاريخ خالد بن الوليد حطّـم إمبراطوريتي الروم وفارس في بضع سنوات، وفي معركة مُؤتة فقط تكسّر في يدهِ ثمانية سيوف!
وفي معر كة اليرموك، هناك صحابي آخر إسمُهُ “ضِرار ابن الأزور” كان الروم يسمونَه “الشيطان عاري الصدر” لأنه قبل المعركة قتـل عشرين قائدًا لهم مبارزةً (واحدًا بعد الآخر) وحطّـم معنوياتهم رضي الله عنه، وهذا لا يستطيعون القيام به حتى في أفلامهم!
وكذلك القعقاع بن عمرو التميمي رضي الله عنه، كان أصلاً عندما يَقف في مقدمة الجيـش فقط، لأنه كما قال عنه أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه: لا يُهزَم جيش فيه القعقاع!
ويوسف بن تاشفين، أغضبوه فصعدَ للأندلس، وهو في عمر ثلاث وثمانون عاما وانتصر على الصليـبييـ.ـن انتصارا ساحقا ماحقا لهم، أخّر به سقوط الأندلس أربعة قرون ثم عاد للصّحراء ليُكمِل حياته!
والقائد موسى بن نصير، كان أعرجًا عندما فتح شمال إفريقيا والأندلس!
ومحمد الفاتِح سيّر لهُم السفن برًّا ولم تصدّق أعينُهُم هذا الخبر حتى وجدوه في شوارِعِهِم قد فتح القسطنطينية الّتي لا يُمكن فتحها!
وهارون الرشيد كان يحج عامًا ويغزو عامًا.
وعُمر بن عبد العزيز في دولة الأمويين، كان يحكم من الصين والهند إلى الأندلس ، ونشر فيهم العدل جميعًا! حتى قال: أنثروا القمح في رؤوس الجبال للطير كذلك حتي لا يُقال: جاعت نفس في عهد عمر!
والمنصور إبن أبي عامر، لم يترُك أي أسيـر مسلم في سجـن أي كافـر بل حرّر الجميع، وأعزّ الله به المسلمين وخاضَ أربعة وخمسون معر كة لم ينهزم في أي واحدة منها قط.
وأَلب أرسلان رحمه الله جمع له بابا الفا تيكان جيشًا من كل أوروبا قِوامُه مئتا ألف جندي للقيام بالحملة الصلـيبية الثانية ، فالتقى بجيش السلاجقة المسلمين الذي قوامه عشرون ألفا فقط ، ففازوا عليهم فوزًا ساحقًا ، حتّى أنهم أسَروا الإمبراطور الروماني لأول مرة في التاريخ!
ومحمود الغَزنَوي رحمه الله ، فتحَ الهند ووجد فيها صنمًا عظيما يأتيه الناس من كلّ مكان ومن كل حدب وصوب ومن كل فج عميق (مكانتُهُ عندهم مثل الكعبة عندنا)، وكان عدد ممن يقومون بخدمته وسَدَنَتهِ خمسون ألف شخص، فانتصر عليهم جميعاً ،
وأغرَوْهُ بكلّ مال الدُّنيا حتى لا يهدِم الصَّنَم العجيب فتفكّر قليلاً، ثم قال : “إذا ناداني الله يوم القيامة أُحب أن يناديني أين محمود هادِم الصّنَم وليس أين محمود تارك الصَّنَم مُقابل المال”!
ولما وصل الفاتِح عُقبة بن نافع – رحمه الله – بخَيلِه إلى المحيط الأطلسي ، حتى غاصت قوائم خيله بالماء نادى بصوت عالٍ قائلاً : (اللهم اشهد أني قد بلغتُ المجهود ، ولولا هذا البحر لمضيت أًقاتل مَنْ كفَــرَ بك حتى لا يُعبَد أحدٌ غيرك) والتفت عائدًا.
لماذا يُدرسون لنا تاريخ نابليون ويتم تلميعه لنا ولا يذكرون لنا أنه قتـ. ــل 3 الآف أسيـ.ر غــدرا بعد أن استســلموا، ولا يذكرون أنه ذهب إلى القد س وقال: آن الآوان أن يعود اليــهو د إلى بلادهم؟!
ولا يذكرون أنه كان يقتـ.ل بالأمر المباشر رموز البلد وكان يُعـلق رؤوسهم على مداخل البلد، ولا يذكرون أنه دخل الأزهر بالخــيول وذبح الشيوخ وطلبة العلم العميان؟!
لماذا يدرسون لنا تاريخ كليوباترا، رغم أنه عليه العديد من المأخذ، ولا يدرسون لنا تاريخ عائشة وأسماء وآسيا زوجة فرعون رضي الله عنهن أجمعين؟
لماذا يدرسون لنا تاريخ أفلاطون وسقراط، ولا يدرسون لنا تاريخ سلمان الفارسى رضي الله عنه الباحث عن الحقيقة؟!
لماذا يتطاول الأوباش على البخاري ومسلم وعلى عقبة بن نافع وتحذف سيرتهم من المناهج؟!
لماذا يتحدثون عن بوذا كأنه رسول الإنسانية والسماحة والمودة وكأن المسلمون هم القتـلة الفجـــرة؟!
لماذا يكتب الكُتاب المسلمون في التاريخ عن غير المسلمين وهو في قمة الاحترام وبكل أدب وبعين الإجلال والتعظيم وأما من فتحوا البلاد وحرروا العباد ونشروا العدل والمساواة بين الناس لا يذكر لهم ذكر؟!
هؤلاء هم أبطالنا الحقيقيون، علّموهم لأطفالكم فلسنا كمَن لا تاريخ لهم ، كما يُحاولون إيهامنا بذلك حتى يحطّموننا ثم يستعبدوننا..
فمن لا تاريخ له لا مستقبل له!!
لنا في تاريخنا أبطال فاتحون، وليس لدينا ما نخجل منه، بل إننا تفخر بهم، ولينظر هؤلاء إلى ما قاله المؤرخ الشهير غوستاف لوبون في كتابه «حضارة العرب»، حيث قال في جملة شهيرة «الحق أن الأمم لم تعرف فاتحين راحمين متسامحين مثل العرب، ولا ديناً سمحاً مثل دينهم». ولهذا فإننا لن نتنازل عن تاريخنا أو هويتنا حتى يرضى عنا أعداؤنا الذين لن يتوقفوا عن ابتزازنا بكل الوسائل وتحت مسميات براقة، ولينظر الغربيون والتغريبيون إلى تاريخ الغرب وتراثه ونظرته إلى الإسلام ونبيه صلى الله عليه وسلم، وأتباعه في كل العصور منذ صدر الإسلام إلى الآن، فهم أبناء حضارة عدوانية استعمارية، ومن يجهل ذلك يقرأ تاريخ الغرب، وقد قال أحد كبار المستشرقين المنصفين «في نظرة المسلمين إلى المسيحية تسامح وتساهل أكثر بكثير مما في نظرة أوروبا المسيحية المعاصرة إلى الإسلام على أنه باطل وشر».
المصادر:
من مقال الدكتور مصطفى محمود
من حوار الدكتور عبد الشافي عبد اللطيف
من مقال الكاتب جمال سالم
مجموعة من المحررين من جانب إدارة محتوى بصرى الشام.