عطست الصين فأصيب العالم بالإنفلونزا.
ضربت جائحة كورونا العالم فانكمشت اقتصادات وانهارت شركات وأعمال،وخفضت نفقات وقلصت العمالة.
بدأ رفع الحظر فوجد العالم نفسه عاجزا عن تأمين احتياجاته، فأزمة الموانئ ونقص الحاويات ضغطت بقوة، وفيضانات في الصين أثرت على استخراج الفحم الحجري، ونقص في في امدادات الطاقة وخاصة الغاز الذي حلقت أسعاره متجاوزة 500٪.
صيف بريطانيا هذا العام بلا رياح لتوليد الكهرباء وهي التي تستخجم الرياح لتوليد 40٪ احتياجاتها من الطاقة الكهربائية، عدا عن النقص بعدد سائقي الشاحنات الأوربيين الذين فضلوا العودة لدولهم بعد انسحاب بريطانيا من الإتحاد الأوروبي.
أسعار النفط حلقت واستقرت تقريبا عند 85 دولارا للبرميل، وأسعار الغاز ارتفعت 500٪ وأسعار شحن البضائع ارتفعت بين 10 و 25٪.
روسيا عرضت على أوروبا تزويدها باحتياجاتها من الغاز لكنها تسعى للحصول على موافقة المانيا لاستكمال مشروع نورد ستريم 2 الذي تعارضه الولايات المتحدة الأمريكية وضغطت لوقفه.
أوروبا المقبلة على الشتاء تبدو اليوم رهينة الغاز الروسي الذي يعتقد أن روسيا قلصته عامدة لاجبار المانيا على منح الرخص اللازمة لاستكمال مشروعها.
الصين بدورها بدأت مؤخراً بناء مشروع ضخم لتوليد الطاقة من الرياح والطاقة الشمسية في صحاري البلاد.
حيث أكد الرئيس الصيني “شي” عبر رابط فيديو اليوم الثلاثاء في مؤتمر الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي في كونمينغ، إن البناء بدأ بسلاسة في المرحلة الأولى من طاقة التوليد البالغة 100 غيغاوات.
ارتفاع أسعار الفحم الحجري والغاز والكهرباء إلى مستويات غير مسبوقة في الأسابيع القليلة الماضية مدفوعة بنقص واسع النطاق للطاقة في آسيا وأوروبا والولايات المتحدة، مما جعل النفط أكثر جاذبية كوقود لتوليد الطاقة.
أما في الهند فتشهد بعض الولايات انقطاعا للكهرباء بسبب نقص الفحم، في حين أمرت الحكومة الصينية شركات التعدين بتعزيز انتاجها من الفحم الحجري.
وحده الفرد هو من دفع وسيدفع ثمن الإرتفاع الجنوني في الأسعار، أما من جنى الأرباح من الإغلاق بسبب الجائحة فسيجنيها من الفتح والعودة للحياة الطبيعية.
كاتب وباحث سياسي سوري, منافح عن عقيدته غيور على أمته فخور بعروبته, من أوائل الذين إنخرطوا في العمل الثوري ضد نظام الأسد, شاركت في تأسيس العديد من الهيئات والإتحادات الثورية السورية, كتبت للعديد من المواقع والصحف السورية والعربية, كما انني شاركت بعشرات المداخلات التلفزيونية والإذاعية على الجزيرة وغيرها من المحطات التلفزيونية والإذاعية.