في ذكرى مجزرة وادي بداما بجبل الزاوية عام 2011
منذ العام 2011 وحتى اليوم ارتكبت عصابة الأسد وحلفاؤها مئات المجازر، وليس هناك مدينة أو بلدة إلا ونالت حصتها من الإجرام النصيري، والصفوي الإيراني، والصليبي الروسي.
منذ بداية الثورة أسست عشرات الهيئات والمؤسسات والمراكز، وتلقت وما زال كثير منها يتلقى دعما خارجيا باسم الثورة، ومع ذلك لم نجد بينهم مركزا واحدا يوثق وينشر ويذكر بمجازر العصابة بحق شعبنا الأعزل.
ربما كان أحد شروط الدعم هو عدم النشر والتذكير، وربما هو إهمال وتقصير، لكن الثابت أن التكالب الدولي اجتمع مع المصالح الشخصية والولاءات الحزبية فكانت التجارة بالدماء.
لهذا بقي التوثيق والنشر بين جهود فردية متواضعة أو مناطقية أو حزبية تخدم أهداف أصحابها بعيدا عن مصلحة شعب ذبح ظلما وعدوانا.
ليس من مصلحة (المجتمع الدولي) نشر وفضح مجازر وجرائم وانتهاكات العصابة، لأن إدانتها إدانة له.
ليس من مصلحة هؤلاء نشر الجرائم والتذكير والضغط على العالم بمناسباتها، لأن هذا سيسحب من أيديهم أوراقا يتاجرون بها أهمها، أن ما تسميه دكاكين الارتزاق شعار (إجرام داعش فاق إجرام الأسد) ليستطيعوا شيطنة الجهاد وتبرئة الوكيل المجرم تمهيدا لشرعنة بقائه.
وبهذا تكون جريمة عدم التوثيق قد ساهمت بطمس معالم مئات المجازر التي لم توفر منطقة، أو مدينة وأودت بحياة الملايين، قصفا، وإعداما، وذبحا، وتعذيبا.
في مثل هذا اليوم من العام 2011 كان جبل الزاوية الأشم، يعيش على وقع مأساة مجزرة وادي بداما في كفر عويد التي راح ضحيتها حوالي 115 شهيدا مدنيا أعزل وعسكريا منشقا فروا إلى وادي بداما في كفر عويد وحاصرتهم قوات عصابة الأسد ومزقتهم الدبابات والمدافع واعدم منهم ميدانيا 15 شخصا استسلموا.
مجزرة لم تكن لتحدث لولا، أن دل الخوة والعملاء على مكان اختباء الضحايا في واد من أكثر المناطق وعورة.
كاتب وباحث سياسي سوري, منافح عن عقيدته غيور على أمته فخور بعروبته, من أوائل الذين إنخرطوا في العمل الثوري ضد نظام الأسد, شاركت في تأسيس العديد من الهيئات والإتحادات الثورية السورية, كتبت للعديد من المواقع والصحف السورية والعربية, كما انني شاركت بعشرات المداخلات التلفزيونية والإذاعية على الجزيرة وغيرها من المحطات التلفزيونية والإذاعية.