معركة ردع العدوان وطابورها الإعلامي الخامس!

شعار موقع بصرى الشام

مجددا وكما حدث أواخر العام 2012، تدخلت ايران وميليشياتها الطائفية لمنع سقوط نظام الإجرام الذي يشرعن لها وجودها في الشام.

لقد كان يوما حافلا بالأحداث التي كادت تؤدي لإسقاط العصابة وتحرير ما تبقى من مدن سورية سلما وبلا حرب.

ومجددا يثبت التدخل الدولي والإقليمي في الشان السوري حاسما لجهة منع إسقاط العصابة من خلال الدعم المباشر وغير المباشر الذي تقدمه لنظام الإجرام والعمالة، يثبت أن هذا النظام الطائفي هو أداة دولية لقتل الإنسان السوري وخنق إرادته وحريته التي يسعى لانتزاعها!

كان يمكن لمحافظة #درعا أن تكون بمثابة طلقة الرحمة جنوبا، لولا وجود عملاء الموك من الفصائل الرديفة للأمن العسكري الممسكة عسكريا بزمام الأمور في درعا، التي بدأت تنتفض بحذر خوفا من ردود فعل انتقامية!
لكن ومع ذلك شهدت المحافظة عمليات هجوم شعبي على نقاط ومراكز أمنية ومطالبات بإزالة الحواجز وانشقاق العناصر.

أهم العمليات كانت تلك التي أدت لمقتل كافة عناصر حاجز المخابرات الجوية وعددهم 10 على حاجز جسر خربة غزالة على الأوتستراد الدولي #دمشق – #عمان، إضافة لخروج مظاهرات ليلية.

الملاحظة اللافتة تمثلت بدخول بعض الجهات الإعلامية على خط الأحداث، مثل تلفزيون سوريا الذي يفترض أنه جهة معارضة حتى وإن غلب عليه اللون الرمادي وإمساك العصا من المنتصف، فانبرى لتكذيب أخبار التحركات في دمشق، نافيا وجود أي اشتباكات أو اضطرابات سياسية بين أجنحة العصابة أو محاولة إنقلاب! بل وبث خبر عودة الأبله بشار إلى دمشق سعيا لطمأنة حاضنته! لا سيما وأن مصداقية الرسالة التي تبثها القناة المعارضة للنظام بهذا الإطار يفوق مصداقية أي وسيلة أخرى بما فيها وسائل إعلام النظام، لأنه يفترض منطقيا أنها يجب أن تكون جزءا من الحرب النفسية لزعزعة هذا النظام! وهذا يدل أن تلفزيون سوريا اليوم جزء من المنظومة الإعلامية الساعية لضبط حالة الاضطراب السياسي لدى النظام! وإن استماتته بتغطية الأحداث ليس بهدف إيصال الحقيقة بل بهدف خنقها وتشويهها لمساندة العدو في حربه النفسية!

هذا جهد ليس ببريء، خاصة عندما يترافق مع منشور لمدير التلفزيون السيد كراجات، يؤكد فيه أن الأمور في دمشق طبيعية ولا صحة لأي “حركات مريبة” تدل على خلافات وصراعات سياسية وعسكرية بين القوى بدمشق! مطالبا السوريين بتحري الدقة وعدم نشر أخبار غير صحيحة.
إذا كان يدعي المهنية حقا بإمكان وسيلته أن لا تكذب لكي لا تخسر مصداقيتها! ولكن بالوقت نفسه عليك أن تخرس عندما يبدأ خيال الشرائح الاجتماعية والسياسية والعسكرية التي يسيطر عليها هذا النظام بنسج أوهام تختلط بالحقيقة نتيجة خوفه واضطرابه! فإن الحروب العسكرية لا تجري بمعزل عن الحروب الإعلامية التي غالبا ما توفر كثيرا من الجهد والدماء والفاتورة الباهظة!

تغطية االأحداث إعلاميا، ليست بالضرورة من باب الدعم والتعاطف والإهتمام فربما يكون لها أهداف كثيرة خفية وغير ظاهرة إلا لمن يقرأ ما بين السطور، بينما يراها عوام الناس اهتماما وانحيازا لقضاياهم، فيكيلون له عبارات المديح، في حين أنها جهد هدام يمارسه طابور خامس بمكر وخبث.

لا تمر مناسبة إلا وينكشف فيها الوجه القبيح لجهات وأفراد أقل ما يقال عنهم أنهم طابور خامس مهمته التخذيل عن العصابة وبث روح الإحباط بين الناس وترميم الحالة النفسية لحاضنة النظام. وتكمن خطورة هذه الأدوات الأجيرة في أنهم يختطفون مواقع حساسة في الثورة التي يسعى العدو لاحتلالها من الداخل!

شارك عبر
خليل المقداد

كاتب وباحث سياسي سوري, منافح عن عقيدته غيور على أمته فخور بعروبته, من أوائل الذين إنخرطوا في العمل الثوري ضد نظام الأسد, شاركت في تأسيس العديد من الهيئات والإتحادات الثورية السورية, كتبت للعديد من المواقع والصحف السورية والعربية, كما انني شاركت بعشرات المداخلات التلفزيونية والإذاعية على الجزيرة وغيرها من المحطات التلفزيونية والإذاعية.

جميع الحقوق محفوظة © 2023 شبكة بصرى الشام الإعلامية
0
أضف تعليقx
()
x