ماذا يعني إنشاء تركيا ممرات أمنية في العراق وسورية؟
ماذا يعني مصطلح: ممر أمني؟
قبل أيام تناقلت وسائل الإعلام تصريحات يشار غولر وزير دفاع تركية تصريحا له على هامش اجتماعات قمة الناتو، يقول فيه: عازمون على انشاء ممر (أمني) بعمق 30 – 40كم على طول الحدود مع سورية والعراق.
بداية ومنعا للخلط الممر الأمني يختلف عن الممر الآمن، حيث الممر الآمن يعني فتح منطقة ما كمعبر.
لم يتطرق أحد لتفسير أو تعريف لمصطلح (ممر أمني) الذي ليس له وجود أو تعريف، وإنما هو تلاعب بالمصطلحات والكلمات لتلطيف الفعل وجعله مستساغا.
في الحالة التركية انشاء ممر أمني (بعمق) 30 – 40كم يعني قضم هذه المناطق وضمها وتحويلها لجزء من الجغرافيا التركية بحكم الأمر الواقع.
حدود تركية مع سورية= 909كم
حدود تركية مع العراق= 367كم
طول حدود تركية مع العراق وسورية= 1276كم
مساحة الممر الأمني مع الدولتين = 1276كم * 40كم= 51040كم
هذا يعني أن تركية ستقضم 51040 كم من العراق وسورية بحجة إقامة منطقة عازلة لمكافحة الإرهاب.
يكفي أن نعلم أن هذه المساحة أكبر من مساحة هولندا أو سويسرا أو الدنمارك أو البرتغال أو إستونيا أو سلوفاكيا، واكبر من مساحة كثير من الدول مجتمعة.
في المقابل تصرح تركيا بأنها حريصة على وحدة أراضي سورية، لكنها لن تسمح بقيام كيانات انفصالية على حدودها.
تركيا تعلم يقينا أن وحدة أراضي سورية أصبحت من الماضي ولن تعود مستقبلا، وهي تتصرف على هذا الأساس باقتطاع جزء من الكعكة، مع العلم أن الكانتون الكردي قائم بحماية وسيطرة أمريكية في جزء كبير منه، روسية في جزء آخر أصغر، ولن تستطيع المساس بأي منهما.
السؤال: لماذا لا تقوم تركية بإنشاء الممر الأمني داخل الأراضي التركية، وتصر على إقامته على أرض الغير، الأمر الذي يعني اقتطاع ما مساحته أكثر من 51 ألف كم مربع من أراضي سورية والعراق بما تضمه من مدن وقرى وبلدات، ستصبح أو تبقى تحت سيطرة تركية.
الغرب لن يمانع ولم تصدر عنه اية تصريحات بهذا الخصوص فبعض دوله إضافة لروسيا وإيران تسيطر على مساحات مهمة وغنية من أرض سورية، في حين أصبح العراق عبارة عن محميات إيرانية أمريكية تركية.
ملاحظة: تركية أنهت بناء جدار اسمنتي عازل مع سورية بطول يتراوح بين 550 و700 كم (لا يوجد معلومات دقيقة موثقة) والخطة بحسب التصريحات الرسمية كانت 900كم، حيث قامت بضم مساحات غير معلومة من الأراضي السورية، فما حاجتها لمناطق عازلة جديدة وهل ستسطيع الحفاظ عليها بقوة السلاح إلى ما لا نهاية؟
كاتب وباحث سياسي سوري, منافح عن عقيدته غيور على أمته فخور بعروبته, من أوائل الذين إنخرطوا في العمل الثوري ضد نظام الأسد, شاركت في تأسيس العديد من الهيئات والإتحادات الثورية السورية, كتبت للعديد من المواقع والصحف السورية والعربية, كما انني شاركت بعشرات المداخلات التلفزيونية والإذاعية على الجزيرة وغيرها من المحطات التلفزيونية والإذاعية.