غزوة مؤتة بكلمات!

أرسل النبي ﷺ رسولا لملك بصرى الشام يدعوه للإسلام، فقتله شرحبيل بن عمرو الغساني والي روما على البلقاء.
حزن ﷺ وسير ٣٠٠٠ مقاتل، وأوصاهم ﷺ قبل المسير قائلا: اغزوا بسم الله، في سبيل الله، من كفر بالله، لا تغدروا، ولا تغلوا، ولا تقتلوا وليدا ولا امرأة، ولا كبيرا فانيا، ولا منعزلا بصومعة، ولا تقطعوا نخلا ولا شجرة، ولا تهدموا بناء.
خرجت نساء المسلمين لتوديع أزواجهن وهن يقلن: ردكم الله إلينا صابرين.
فرد عبد الله بن رواحه وقال: أما أنا فلا ردني الله.
غزوة عظيمة فيها من العبر الشيء الكثير: نصر لدين الله، وإعلاء لراية التوحيد، عزة وشجاعة، إقدام ونبل، تضحية وذكاء.
حشد الروم ٢٠٠ ألف نصفهم من نصارى العرب.
#غزوة_مؤتة:
رفعت شأن الدولة الإسلامية الفتية، وأرعبت الروم، وأدبت العرب. وأسست لفتوحات الشام.
معركة ٣ أيام، كر فيها المسلمون على الروم في اليومين الأول والثاني، فأربكوهم وأوقعوا فيهم مقتلة عظيمة، فأي عاقل يتوقع من جيش صغير أن يبادر جيشا عرمرما بالقتال.
استشهد الصحابة الثلاثة الذين أمرهم ﷺ على الجيش الواحد تلو الآخر فاستلم الراية خالد بن الوليد.
قاتل حتى تقطعت بيده ٩ أسياف ثم تراجع بذكاء، بعد أن أوهم الروم بقدوم المدد، وأنه يسوقهم لكمين فلم يتبعوه.
قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم مؤتة مخبراً بالوحي، قبل أن يأتي إلى الناس الخبر من ساحة القتال: أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذ جعفر فأصيب، ثم أخذ ابن رواحة فأصيب، (وعيناه تذرفان) حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله، حتى فتح الله عليهم.
بعد انحياز خالد بالجيش وعودتهم إلى المدينة، نعتهم الناس بالفرارين، فسماهم النبي ﷺ الكرارون.
الخسائر: ١٢ مسلما و٣٣٥٠ من الروم.
كاتب وباحث سياسي سوري, منافح عن عقيدته غيور على أمته فخور بعروبته, من أوائل الذين إنخرطوا في العمل الثوري ضد نظام الأسد, شاركت في تأسيس العديد من الهيئات والإتحادات الثورية السورية, كتبت للعديد من المواقع والصحف السورية والعربية, كما انني شاركت بعشرات المداخلات التلفزيونية والإذاعية على الجزيرة وغيرها من المحطات التلفزيونية والإذاعية.