بني أمية المفترى عليهم!
كم كنا مغيبين جاهلين لفضل بني أمية على الإسلام والمسلمين، ومقصرون في حقهم، بسبب الإهمال، وتزوير التاريخ الذي كتبه أعداؤهم ودرسوه لنا.
بلغت الدولة الأموية ذروة اتساعها في عهد الخليفة العاشر هشام بن عبد الملك؛ حيث امتدت من أطراف الصين شرقا، عندما أجبر قتيبة بن مسلم الباهلي إمبراطور الصين على دفع الجزية دون الحاجة لغزوها، وصولا لجنوب فرنسا غربا، وفتح إفريقية والمغرب والأندلس وجنوب الغال والسند وما وراء النهر.
وفي الوقت الذي كانت فيه جيوش المسلمين تشق طريقها شرقا وغربا شمالا وجنوبا فاتحة القلاع والحصون بدماء المسلمين، تنشر دين التوحيد، كانت ثورات الخوارج والروافض تشتعل، فينشغل بها المسلمون ويتم إخمادها واحدة تلو الاخرى، وصولا لتغريرهم بزيد بن علي بن الحسين للثورة على الأمويين، وخذلانهم له وتخليهم عنه ليقتل، تماما كما خذلوا جده الحسين فقتل، وكما قتلوا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه عندما توقف عن قتال معاوية رضي الله عنهما.
لم تهدأ ثوراتهم المسلحة التي انطلقت جميعها من خراسان، الى أن توجت بثورة الفرس باسم الدعوة للعباسيين، حيث بدأت دعوة هاشمية لأحفاد على رضي الله عنه، ثم تحولت عباسية ليبدأ صراع الاجنحة والثورات العلوية على العباسيين لاحقا.
نجاح الثورة العباسية، وضع حدا لتاريخ إسلامي عظيم، وأنهى الفتوحات إلى حد كبير، فارتكبت المذابح، وأمرت الجيوش بالتوقف والقادة بالعودة، وحيدت العرب وسيدت الفرس وأنتجت حكم البرامكة، ونقلت الخلافة من دمشق إلى الكوفة، الأنبار، ثم بغداد، وقسمت الدولة لإقطاعيات.
حتى عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك (عبد الرحمن الداخل) الامير الوحيد الناجي من بني أمية، استطاع الوصول للأندلس وحكمها وتوحيدها وإعادة مجدها لأكثر من ثلاثة قرون، ولم يفكر العباسيون حتى مجرد التفكير بغزوها.
قتيبة بن مسلم الباهلي، عقبة بن نافع، عبد الرحمن الغافقي، موسى بن نصير، محمد بن القاسم الثقفي، مسلمة بن عبد الملك، وعشرات غيرهم، من القادة العظام كانوا يطوون الأرض ببضعة ألوف من الجند فيفتح الله على أيديهم.
فجزاهم الله عنا خير الجزاء.
أحمق ناقص، ذاك الذي يصر على الخوض في عرض الصحابة، والطعن ببني أمية، وتشويه تاريخهم، فينتقص من شأنهم ليطعن في الإسلام نفسه!
كناطحٍ صخرة يوماً ليوهنها
فلمْ يضرها وأوهى قرنهُ الوعلُ.
كاتب وباحث سياسي سوري, منافح عن عقيدته غيور على أمته فخور بعروبته, من أوائل الذين إنخرطوا في العمل الثوري ضد نظام الأسد, شاركت في تأسيس العديد من الهيئات والإتحادات الثورية السورية, كتبت للعديد من المواقع والصحف السورية والعربية, كما انني شاركت بعشرات المداخلات التلفزيونية والإذاعية على الجزيرة وغيرها من المحطات التلفزيونية والإذاعية.