أسباب لجوء السوريين لتركيا وتعقيدات المرحلة

شعار موقع بصرى الشام

‏ينسى أو يتناسى كثيرون أن اللجوء للدول المجاورة أوقات الحروب أمر طبيعي جدا، وتستطيع أي دولة إغلاق حدودها ومنع اللاجئين من الدخول إليها رغم أنه مخالفة لمواثيق الأمم المتحدة التي تنضوي تحت رأيتها كافة الدول.

في الحالة السورية مع تركيا هناك نقطة جوهرية يغفل أو يتغافل عنها كثيرون، وهي أن تصريحات الرئيس أردوغان كانت السبب الرئيس بوثوق الناس به وهو ما دفعهم لدخول تركيا، ليس فقط كلجوء، بل وممرا بإتجاه أوروبا.

التصريحات النارية التي أطلقها أردوغان في ذلك الوقت ضللت الناس وورطت كثير منهم.

بلغ إجمالي ما أدخله السوريون من أموال استثمار أكثر من 40 مليار دولار، واسسوا أكثر من 15 ألف شركة، حتى لصوص الثورة ومرتزقتها هربوا أموالهم بإتجاه تركيا.

يكفي أن نعلم أن الشريكين بويضاني قائد جيش الإسلام في الغوطة وكعكة مفتي الجيش قد أخرجوا معهم ما يقدر بحوالي 900 مليون دولار، حتى محمد علوش ممثل جيش الإسلام السياسي، افتتح مطاعم ومشاريع في تركيا.

في البداية كانت دعوة وترحيب بالسوريين، ثم طلب مساعدات عربية وأممية، تلاها تهديد بفتح الحدود بإتجاه أوروبا.

وجود تركيا على أطول حدود مع سورية مكنها من وضع يدها على الملف السوري والتحكم بأدق تفاصيله، وصياغة أحداثه بما يتوافق مع المصالح التركية المتغيرة، دون أي مراعاة لمصالح وتطلعات الشعب السوري.

تنصيب وتمكين الفاسدين وخاصة التركمان من السيطرة على ما تبقى من محرر، يعتبر أحد أهم القضايا التي أسهمت بخيبة أمل الناس ونفورهم تدريجيا.

عدم التعاطي مع الاعتداءات والجرائم التي طالت السوريين بجدية وعدم تمكين العدالة من أخذ مجراها، كان له أثر مدمر أسهم بتنامي العنصرية وتشجيع الجريمة المنظمة والعنف والاضطهاد بحق السوريين.

كان عناصر الجندرما كثيرا ما يتسلون بقنص الناس حتى في المخيمات داخل حدود سورية، وبلغ عدد من قتلتهم الجندرما على الحدود أكثر من 500 شخص.

استخدام السوريين لقتال بي كي كي وتنظيم الدولة فقط، وتجنيدهم مرتزقة للقتال خارج سورية في عدة دول كان إهانة للشعب السوري وثورته ودماء من ضحى.

شرعنة اتفاقيات أستانا وتفاهمات سوتشي من خلال بضعة تيوس تحليل سوريين من مثل هيئة مفاوضات وائتلاف ومجلس إسلامي أسهم بتسليم مساحات شاسعة من عدة محافظات على رأسها مدينة حلب.

التعاطي مع مظالم السوريين بفوقية وعنجهية سيقود حتما لانفجار الوضع وتنامي الكراهية مهما طال الزمن، فلا يمكن لشعب من الشعوب أن يقبل بما يملى عليه من اتفاقيات وتفاهمات مذلة حتى وإن كان بقوة السلاح.

سيجد المرتزقة والمتتركون، وأصحاب المصالح، وتيوس التحليل من المتأسلمين، أعذارا يرقعون ويجملون بها الواقع، ويضللون بها الناس، وسيستمر قادة فصائل الارتزاق كلاب حراسة الحدود والدوريات مثل: فيلق الشام، والسلطان مراد، والسلطان سليمان شاه، والحمزة، الجهال بتخويف الناس واخضاعهم، لكن هذا الفعل كمن يدفن رأسه بالرمل، أو يغطي الشمس بغربال.

صدقوني السوريون ليسوا أذلاء ولا لقمة سائغة ليقبلوا بما يملى عليهم قسرا وسيكشرون عن أنيابهم في أول فرصة تتاح لهم وعندها لن ينفع الندم.

شارك عبر
خليل المقداد

كاتب وباحث سياسي سوري, منافح عن عقيدته غيور على أمته فخور بعروبته, من أوائل الذين إنخرطوا في العمل الثوري ضد نظام الأسد, شاركت في تأسيس العديد من الهيئات والإتحادات الثورية السورية, كتبت للعديد من المواقع والصحف السورية والعربية, كما انني شاركت بعشرات المداخلات التلفزيونية والإذاعية على الجزيرة وغيرها من المحطات التلفزيونية والإذاعية.

جميع الحقوق محفوظة © 2023 شبكة بصرى الشام الإعلامية
0
أضف تعليقx
()
x